أنت هنا

قراءة كتاب متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

كتاب " متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي " ، تأليف عمر سليم عبد القادر التل ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2009.
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 10

أ – الأوضاع العامة في بغداد في القرن السادس الهجري

قسم العرب بلاد مابين النهرين إلى إقليمين، الأسفل والأعلى، و عرف الأسفل باسم العراق وهو ذو أرض رسوبية خصبة، وعرف الإقليم الأعلى بالجزيرة وهي سهول صخرية تحيط بها مياه أعالي الفرات و دجلة والأنهار التي تصب فيها جنوبي السهول الصخرية([1])، ومعنى العراق الجرف أو الساحل، وكان العرب يسمون السهل الرسوبي بأرض السواد و اتسع مدلول كلمة السواد حتى صارت هي والعراق لفظين مترادفين في الغالب([2]). أما الحدّ الطبيعي بين إقليمي الجزيرة والعراق فحدد بخط يبدأ من دجلة عند تكريت ويتجه غرباً إلى الفرات ثم يعبره أسفل من عانة بشيء يسير، ومن جنوب هذا الخط يبدأ السواد([3]).

وكان العرب يسقون أرض مابين النهرين بتحويل الفائض من ماء الفرات إلى عدد من الأنهار تأخذ من الفرات إلى دجلة فتسقى سهول مابين النهرين، وأما الأرض الواقعة شرقي دجلة فكانت تسقى إما من الأنهار المنحدرة من جبال إيران، وإما من أنهار تخرج من دجلة متجهة شرقاً ثم تعود إليه([4]).

و الأنهار التي تحمل من الفرات إلى دجلة أربعة: نهر عيسى الذي بنى الخليفة المنصور فوق مصبه المدينة المدورة، ونهر صرصر وهو يجري بموازاة نهر عيسى، ونهر الملك وكانت على ضفافه مدينة يقال لها نهر الملك جنوب صرصر، ونهر كوثى أسفل نهر الملك، والنهران الأخيران يقع مصباهما أسفل مدينة المدائن([5]).

وقد عرفت بغداد عدداً كبيراً من أنواع السفن التي كانت تستخدم في المواصلات النهرية، وربما استعمل بعضها في البحار، ويذكر من أسماء تلك السفن: مضفرة، وحراقة، وشبارة، وطيار، وشذى، وزبزب، وسميرية وسمارية، وخيطية، وسفينة، وزورق، وطرادة، وغيرها([6]).

شرع المنصور ببناء المدينة المدورة سنة 145هـ، وهي نواة مدينة بغداد، فوق مصب نهر عيسى في دجلة، وكان للمدينة أربعة أبواب متساوية الأبعاد: باب البصرة وباب الكوفة وباب الشام وباب خراسان، ويخرج من كل باب طريق، وبمرور الوقت نشأت أرباض واسعة على هذه الطرق الأربعة، ثم اندمجت بعد ذلك ضمن المدينة وقام منها مدينة بغداد الكبرى، وكان في الجانب الشرقي من بغداد ثلاث محلات هي الرصافة([7]) والشماسية([8]) والمخرم ([9]) وكانت هذه المحلات محاطة بسور نصف دائري، وكان الربض الممتد جنوباً على الطريق الخارج من باب الكوفة خارج أسوار المدينة المدورة يعرف بالكرخ، ويناظر الكرخ في شمال باب الشام محلة الحربية([10])، وفي غرب المدينة المدورة يقع ربض باب المحول([11])، وقد تغيرت خطط بغداد بعد ذلك بسبب اتساع المدينة وخراب بعض أقسامها، وبعد أن رجعت العاصمة إلى بغداد، بعد انتقالها إلى سامراء بين سنتي 221هـ - 279هـ، أقام الخلفاء في الجانب الشرقي من بغداد خلال القرون التالية، وبنوا قصورهم في أواخر العصر العباسي جنوب المخرم الواقعة أسفل المحلات الثلاث داخل أسوار بغداد الشرقية([12]).

وكانت بغداد مركز نظام محكم للطرق، وكانت الطرق الآتية من أقاصي الشرق تعبر دجلة([13])، فكانت بغداد تمثل حلقة الوصل بين المشرق والمغرب يمر فيها المسافرون على اختلاف مقاصدهم، وخلال ذلك يجري بينهم التفاعل الحضاري بجوانبه المتعددة الاقتصادية والسياسية و الدينية و العلمية.

الصفحات