أنت هنا

قراءة كتاب علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

كتاب " علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون " ، تأليف د.

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 1

المقدمة

إن العودة التي نرتجيها في بحثنا عن ابن خلدون هي ليست عودة اليه بالذات شخصا، ولا تقييما للمعرفة الخلدونية في ضوء معطيات الحاضر من منطلق ايديولوجياته وانما هي رغبة في العودة الى الذات والهوية العربية، والواقع الحلم العربي اليوتوبي، الذي يتمثل بجهده الذي سما على الصراعات السياسية في عصره، بعدما خبر ولعب شخصيا دورا بارزا فيها، ورسم كثيرا من خططها، فسئم تناقضاتها وحاول الانعتاق منها ولم يكن أمامه غير العلم للترفع عن الأوضاع، لأن العلم إنما الايديولوجية التي لا يتناقض معها أحد، فكان العلم آيديولوجيته لرفض الواقع العربي المجزأ المنكفىء على نفسه.

إن واقعية ابن خلدون التي جاهد في سبيلها في مقدمته لم يكن يكتب لها البقاء لو لم يختر لها آيديولوجية العلم، ولكان حال فكره كحال فكر معاصريه من العلماء والساسة الذين أصبحوا في عداد التراث المنسي قياسا له.

إن تبني ابن خلدون الآيديولوجية العلمية في تفسيره للتاريخ والمجتمع، إنما هو بحث عن الوجه الخفي للحضارة العربية من خلال علم اجتماع المعرفة باعتباره أداة كشف للواقع فقد أراد القول بأن هذا الواقع لا يمكن أن يأتلف بوجود سياسات تغيبت فغيبت الواقع معها، لأنها ليست آيديولوجيات معبرة عنه، بقدر ما هي أفكار وطموحات للسلاطين والأمراء ورؤساء القبائل للتعبير عما يشتهون وليس عما يعتقدون أنهم ممثلون له.

وتأكيدا لنهجه العلمي ـ الموضوعي فقد آثر أن يكون بعيدا عن سلطة أي من الزعماء فأختار قلعة بني سلامة ليضمن الحرية في الكتابة دون قيد أو مراقبة من أحد، وكان جريئا في حديثه عن الصفات السلبية للبدو وهو بين ظهرانيهم، فشكل علمه تجاوزا للواقع بكل ما يحمله من سلبيات .

ولمساهمة ابن خلدون الثرة في دراسة المجتمع العربي فقد وقع اختيار الباحث على علم اجتماع المعرفة عنده كمشكلة لبحثه، وهي تفصح عن الأهمية والهدف لما يقدمه البحث من اسهام بسيط عن جانب من جوانب فكر ابن خلدون العديدة، وعما يعرف به عن جزء هام قدمه الفكر العربي لعلم الاجتماع خاصة والفكر الانساني عامة.

لقد اعتمد الباحث المنهج التاريخي في سبيل الكشف عن الحقيقة العلمية ومنهج التفسير الاجتماعي([1]) في تحليل المعلومات، والمنهج المقارن في تقييم نتائج البحث.

الصفحات