أنت هنا

قراءة كتاب مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية

مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية

كتاب " مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 3

الثعالبيّ (ت 429 هـ). .. شاعراً

الثعالبي شخصية أدبية وآثارية مشهورة. وهو مصنف بارع، وأديب ذو أدب فائق، غطَّت شهرته الآفاق، وانزاحت كتبه في كل الأمصار، وهي ما تزال تحقَّق وتُطبع وتُنشر إلى يومنا هذا وقد زادت على المائة عنوان بين مصنف واثر ورسالة وكتاب.

والحقيقة غطَّت هذه الكتب على شهرة الثعالبي الأدبية، وعلى قوله الشعر. وشعره لا يتعدى المجموع البسيط الذي ظهر في الشعر العباسي وفي عصر المتنبي والمعري، ومن هنا أحببتُ أن يكون هذا المقال تعريفاً بشعر الثعالبي وببعض خصائص شعره، وأتمنى أن ينال هذا الشعر جهداً أوسع، ومساحة اكبر من الدراسات الأدبية تبين قيمة شعر الثعالبي، وأغراضه، واتجاهاته، ودلالاته.

والمقال - وهذا من البداهة – لا يستطيع حصر الشواهد كلها في أغراض الثعالبي الشعرية، ولا أن يعمل المسارد والجداول الخاصة بهذه الشواهد وذلك الشعر. وإنما سيكتفي بالدراسة الوصفية لبعض الشواهد والإحالة على نماذجها المماثلة قدر الإمكان والمستطاع.

طرق الثعالبي اغلب الأغراض الشعرية التي عُرفت في الأدب العربي فمن هذه الأغراض ما جاء ليبرز علاقته مع الآخرين وكمنت هذه الأغراض في المديح والرثاء والغزل. ومن هذه الأغراض ما أباح عن مكنون عواطف الشاعر – الثعالبي – وهتك سرَّ مشاعره وذلك ما كمن في غرض الوصف بأنواعه، وذكر الأمكنة المختلفة ومظاهرها الكثيرة. ومن هذه الأغراض ما بيَّن علاقة الثعالبي مع الزمن وصروفه وتقلُّباته وهو ما جاء في شعر الحكمة والشكوى، ومنها ما أباح عن علاقاته الاجتماعية كالتهنئة بأنواعها ودلالاتها. وبعض مقطعات الحنين إلى أيام الصبا ومعاهد الشباب وذكرياتهم. وأخيراً ما جاء من هذه الأغراض الشعرية وقد خُصِّص للشعر الديني، أو قل الشعر الذي قاله الشاعر في المناسبات الدينية المختلفة التي تمر على الأمة المسلمة في كلِّ مكان، كالشعر الذي يُقال في التهنئة بعيد الفطر، وأيام رمضان المبارك. .. وهلم جرَّاً.

إذا جئنا إلى المعاني المدحية في شعر الثعالبي وجدناها لا تخرج عن معاني المديح التقليدية من كرم وشجاعة وعدل ووفاء. ولكن الثعالبي عبَّر عن مشاعره الفيَّاضة بهذه الصفات والخصائل لممدوحيه – الأدباء والحكام – من خلال المقطوعة التي هي اغلب شعره بل ؛ جلُّه. وتُحسب له هذه البراعة في هذا الغرض الذي غالباً ما يأتي مع البحور الطويلة والقصائد الكبيرة – نسبياً – كما أن ألفاظ الثعالبي وصوره – في هذا الغرض وفي غيره – اختلفت عن ألفاظ وصور الشعراء الآخرين وهذا ناجم وكما قال الدكتور محمود عبد الله الجادر – يرحمه الله – محقِّق الديوان عن تعلُّقِ الثعالبي ببيئته وشدَّة ولعه بمكانه، وذلك ما نلحظه في شعره بأغراضه المختلفة. يقول الثعالبي في بعض مقطَّعات المديح هذه:

أقول إذا سألوني عن مروءة من

ما لا يُقاسُ باندادٍ وأكفاءِ

محمدٌ لمروءات الأنام غدا

كالزندِ للنارِ والينبوعِ للماءِ

(ديوان الثعالبي: تحقيق د. محمود عبد الله الجادر، بغداد، ط1، 1990: ق3)

ويقول مادحاً أبا العباس مأمون بن مأمون خوارزمشاه:

شيئان واللهِ ما أملُّها

وليس لي في سواها اربُ

فإنْ تَقُلْ ما هما؟ أجِبْ وأقلْ

باب خوارزمشاه والأدبُ

(ق 10 وللمزيد من هذا الغرض يُنظر: ق20، ق23، ق42، ق50، ق52، ق55، ق63، ق 72، ق74...).

أما عن الغزل فقد جاء بنوعيه: الغزل بالأنثى والغزل بالمذكر، وقد كثر هذا الأخير في شعره وتعدَّى إلى الوصف يدل على الإعجاب والاستحسان على نحو ما يأتي في شعر الوصف من ذكر الملاحة في الغلمان والنعومة فيهم والدلال وحسن المنظر والمنطق.

الصفحات