كتاب " استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية " ، تأليف د.
قراءة كتاب استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية
اللغة
اللغة ككرة، أصلها لغو، من باب دعا وسعى ورضى، ووزنها فعة، حذفت لامها، وعوض عنها هاء التأنيث، وتجمع على لغى، ولغات، ولغون، وهي الصوت مطلقاً، واللهج (الولوع) بالشئ والخطأ والسقط (ما لا يعتد به) والنطق والهذيان، والباطل، ولم ترد لفظة لغة في القرآن الكريم، وإنما ورد مكانها اللسان، بينما وردت لفظة (اللغو) في غير معنى اللغة.
أما بالنسبة إلى مفهوم اللغة اصطلاحاً فإن إيجاد تعريف ملائم للغة أمر في غاية من الصعوبة، وقد أمضى علماء اللغة والفلاسفة القرون العديدة في محاولة إيجاد تعريف ملائم للمصطلح، والتعريف ما هو في حقيقة الأمر إلا نظرية مركزة، والنظرية ببساطة ما هي إلا تعريف موسع.
وقد اهتم القدماء والمحدثون من اللغويين بتقديم تعريف للغة يوضح معناها، ويبين المقصود بها، وقد نال التعريف الذي قال به (ابن جني) شهرة واسعة لدى المحدثين من اللغويين العرب، واهتم الكثيرون بشرحه وبيان مقصده، ويرى (ابن جني) اللغة على أنها "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم".
و هذا التعريف دقيق في جوهره مع عناصر تعريف اللغة عند الباحثين المعاصرين، فهو يؤكد على جانب الطبيعة الصوتية للرموز اللغوية ، ويبين أيضا ًأن وظيفتها الاجتماعية هي التعبير ونقل الأفكار في إطار البيئة اللغوية.
وقد تعددت تعريفات اللغة بتعدد المذاهب والاتجاهات المختلفة التي تنظر إلى اللغة سواء باعتبارها أداة يتبادل أفراد المجتمع الواحد بواسطتها الأفكار، والمعارف، أو باعتبارها وسيط يسهل عملية الاتصال بين أفراد المجتمع، وفي ضوء هذين الاتجاهين تعددت التعريفات واختلفت فيما بينها.
ويرى ميللر Miller اللغة على أنها "استعمال رموز صوتية مقطعية يعبر بمقتضاها عن الفكر"، ويعرفها جون كارول John Carroll بأنها "النظام المتشكل من الأصوات اللفظية الاتفاقية وتتابعات هذه الأصوات التي تستخدم أو يمكن أن تستخدم في الاتصال المتبادل بين جماعة من الناس، والتي يمكن أن تصف بشكل عام الأشياء والأحداث والعمليات في البيئة الإنسانية". (محمود السيد،1988) .
بينما يرى موريس MORRISاللغة بأنها "مجموعة من علامات ذات دلالة جمعية مشتركة ممكنة النطق بين أفراد المجتمع المتكلم بها كافة"، وهي ذات ثبات نسبي في كل موقف تظهر فيه، ويكون لها نظام محدد تتآلف بموجبه حسب أصول معينة وذلك لتركيب علامات أكثر تعقيداً.
وتعرف دائرة المعارف الأمريكية اللغة بأنها " نظام من العلامات الصوتية الاصطلاحية" ، ويعرفها سابير بأنها " وسيلة تفاهم خاصة بالإنسان تمكنه من تبادل الأفكار والعواطف والرغبات بواسطة رموز صوتية اصطلاحية على وجه التغليب والتعميم يصدرها أعضاء النطق إرادياً" .