أنت هنا

قراءة كتاب انهيار الإمبراطورية الأمريكية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
انهيار الإمبراطورية الأمريكية

انهيار الإمبراطورية الأمريكية

كتاب " انهيار الإمبراطورية الأمريكية " ، تأليف د. عبد علي كاظم المعموري ، والذي صدر عن

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 2

كلمة المؤلف

قد يرى من يقرأ هذا الكتاب أنه كان يحمل بصمة ما، ومن المؤكد أنه من الصعوبة بمكان أن يتجرد أي كاتب أو باحث عن الكثير مما يغزو فكره أو يحاول أن يصوغ اتجاهات تفكيره، ربما في بعضها لا شعورياً، وعندما يكون الكاتب محاصراً بهمومه حد التعايش والتساكن الدائم، عندما يرى كل فواجع الزمن في إطلالاته عبر كل المراحل /مذ عصر الكتابة إلى عصر الهمجية المشرعنة زوراً، في وطن تراوحت عليه كل المحن بدء من محنة الهوية والتوحد إلى محنة الوجهة والتشرذم، من دفق التاريخ الذاهب عمقاً في كننه رفعةً ومتراساً للبناء، وتأصيلاً تتهافت نفوس الآخرين لمثله، إلى تاريخ حاضر غائب عما قبله، مزيج من درنات التخلف وسقطات من حضارة الأنا، وهوس لإثبات الذات المريضة، قبول للأجنبي ورفض للوطني، صعود للفئوية وانكساراً مريعاً للجماعوية، تشضي وابتذال للفكرة وتوحد للحج خارج الكون، رفضاً غير مسبب لانكسارات الزمن السابق، وتهافت على تزيف الزمن القابل.

في كل هذا الذي يحتضنني بتموج شديد إلى حد الصعوبة في البقاء، كيف لي أن لا أكون مع وطني الذي تلفه كل الجراحات المتأتية من كل شرور الأرض وكان صندوق باندورا لا ينفتح إلا على أرضه، هذه الجراحات بعرض السماوات، لا تكفي كلماتي ولا تنهدات وحسرات أشقائي ولا دماء أبناء وطني ولا أنين الثكالى ولا دموع أطفال بلادي، فوطني مفجوع بأبناءه مفجوع بتاريخه، مفجوع بحاضره.

لهذا لا يمكن لمن يتعايش في وطنه المحتل والمسلوب الإرادة، إن لا يرى بأن أمريكا وحلفائها ارتكبوا همجية تماثل إبادة الهنود الحمر، استباحوا وطن وأذلوا شعب، استهتروا بأرواح الناس وسرقوا التاريخ، زرعوا الفتنة ووزعوا الجريمة، قتلوا، هجروا، نهبوا، سرقوا، باسم الحرية، كل ذلك حدث ويحدث في بلدي العراق

بلد أور وبابل والوركاء

أرض الحضارة والكتابة والفسيفساء

وطن الجماجم والعلم والنماء

والزقورة والمئذنة وزرقة السماء

لم يبقى فيه ماء ولا هواء

إلا الموت الذي يجوب شوارعه

صباح مساء

شكري لمن اشدد بهم أزري ممن لم يداهنوا أو يلتووا وهم كثر من العراقيين الأصلاء، وإلى الأخت الفاضلة الدكتورة وصال العزاوي، التي بذلت جهداً مميزاً في نشر هذا الكتاب، والشكر في خواتيمه لعائلتي التي تحملت تنهداتي، فهم حجتي في صبري وبقائي، زوجتي العزيزة وولدي سلوان وبناتي (غفران - وديان - بان - زينب).

بابل– العراق

2010

الصفحات