أنت هنا

قراءة كتاب آمنت بربكم فاسمعون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آمنت بربكم فاسمعون

آمنت بربكم فاسمعون

كتاب " آمنت بربكم فاسمعون " ، تأليف محمد سعيد رمضان البوطي ، والذي صدر عن دار ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

- عجباً! إنها تعيش وتقوم بوظائفها ولا تعلم أني أراقبها، وإن شئت أمسكت بهذا الدبوس وعذبتها أو أمتُّها، وإن شئت رحمتها وتركتها. وكيف لا أرحمها وهي ضعيفة حقيرة، لا تستحق الأذى، وبعد قليل سيجف ماؤها، وتموت؟ إني أحكم عليها بالرحمة! أحكم عليها بالرحمة!

- هيا يا بنتي، لقد انتهيت مما علي من العمل، بينما كنت تلعبين بالمجهر، وقد تأخرنا عن الغداء، فهيا.

- إن كان لا بد من المدرسة يا ماما، فلماذا تجبرينني على الذهاب إلى الكنيسة؟ ألست أستحق الراحة في يوم العطلة؟

- كفى! لقد حفظت تذمرك هذا غيباً، ولا رغبة لي في سماعه مرة أخرى. ارتدي ثيابك، إن العبادة تنفع الأخلاق.

- إن الخطبة طويلة تضيق الصدر، لا تعجبني إلا الأناشيد.

- ذلك لأنك لم تستوعبيها بعد.

- أأنت تفهمين كل ما يقول القسيس؟! حتى "الثالوث" و"الروح القدس"؟!

- قد يوجد في الدين أحياناً ما هو أعلى من مستوانا فنجده غامضاً، ولكن إن لم نفهمه تماماً، فعلينا أن نؤمن به.

- كيف نؤمن بما لم نفهم؟

- الفهم في العقل. وأما الإيمان، فهو في القلب.

- فالإيمان يعني أننا نصدّق.

- أحسنت!

- ما أصعب الإيمان..

- هيا قبل أن نتأخر!

- إني أتخلى عن الكنيسة، ولن أرافقك اليوم، ولا بعد اليوم.

- ويحك!!

- الآن ستقولين إن الله سيعذبني إن لم أحضر أليس كذلك؟! لقد وجد الناس في تلك الأساطير ما يخوفون به أولادهم، لكني لم أعد صغيرة كما تحسبين..

- من أين لك هذه الوقاحة وقلة الأدب؟!؟

- من أبي.

- ماذا؟

- إنه صادق أمين ولا يحضر الكنيسة.

- لكنه كان يحضر في مثل سنك.

- فعندما كبر وأصبح عالماً علم أن حضوره لا فائدة منه، فلم يعد يحضر.

- هل قال لك ذلك؟

- إنه واضح بدون أن يقول. وأنا سأكون مثل أبي، أعتمد على العلم، فلا حاجة لي في الكنيسة..

- هيا يا رفيقي! لنذهب إلى مخبئنا.

- ألم ترافقي أمك إلى الكنيسة؟

- لقد رفضت الذهاب معها، ولم يكن الأمر سهلاً.. تعال لأطلعك على هذا الكتاب الصغير.

- يكفينا كتب المدرسة.

- ليس هذا مثلها. لقد سألت أمي كيف يخلق الطفل، فاشترته ليشرح لي كل شيء.. وفيه معلومات ما كنا نتصورها قط! تعال لنقرأ معاً..

الصفحات