أنت هنا

قراءة كتاب بيع الأوطان بالمزاد العلني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيع الأوطان بالمزاد العلني

بيع الأوطان بالمزاد العلني

كتاب " بيع الأوطان بالمزاد العلني " ، تأليف د. عبدالله الصالح العثيمين ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
بين يدي الخطاب المنتظر
 
[2]
 
كل أُمم العالم مَرَّت بمراحل ضعف في تاريخها. وربما كانت أسباب ضعفها مادية أو معنوية. وقد يُتغلَّب على الأسباب المادية بالإرادة القوية والجهد المخلص، لكن الصعوبة تكون أَشدَّ عندما تكون الأسباب معنوية. في عالمنا العربي لَخَّص الشاعر نزار قباني جانباً من جوانب وضع أُمَّتنا بعبـارة واضحة: " لقد لبسنا قشرة الحضارة". أُمَّتنا حَقَّقت الكثير من مظاهر الحضارة المادية؛ بناياتٍ وتكديسَ أسلحة وما جدَّ من صناعة رفاهٍ لم تسهم هي أَيِّ إسهام في إنتاجها. لكنها - في أكثر أقطارها - لم تستطـع خلق مواطنة ولم تزرع في نفـس الفرد ما يطمئنه على حاضره؛ ناهيك عن مستقبله ومستقبل أولاده.
 
في مقابل ما تَحقَّق من إنجازات مادية ضعفت - إن لم يُقَل تلاشت - الإرادة؛ سواء على مستوى القـيادات أو على مستوى أتبـاع هذه القـيادات. وإذا ضعفت الإرادة، أو تلاشت، لدى أُمة من الأمم فخسارتها فادحة. ومهما بدت مظاهر أشكال وضعها بَرَّاقة فإن هذه المظاهر ينبغي ألاَّ تَغرَّ من يراها؛ امتثالاً لنصيحة ذلك الشاعر الشعبي الذي قال:
 
لا يغـرِّك صَنْقَـل الساعـه
 
البَـلا جـا من بَراغيهـا
 
منذ ثلاثة عقود، على الأقل، وُجِد من زعماء أُمَّتنا من زَيَّن له رأيه غير المُوفَّق أن يَتفوَّه بالقول: إن حَلَّ قضايا هذه الأمة؛ وبخاصة قَضيَّة فلسطين، 99% منه في يد الولايات المتحدة الأميركية. ولم يكن مستغرباً أن يرى ذلك الزعيم، ويُصرِّح، بأن أُمته؛ قياداتٍ وشعوباً، أفلت من يديها 99% من حَلِّ قضاياها لتصبح في يدي دولةٍ مَنْ تَدبَّر مواقف إداراتها المتعاقبة؛ جمهورية أو ديمقراطية، من قَضيَّة فلسطين يدرك أنها لم تخرج عموماً عن مواقف زعامات الكيان الصهيوني المتتابعة، بغض النظر عن أسماء أحزاب حكامها. فانهزامية الإرادة إذا احتلَّت النفوس جاءت بكل ما هو غريب وعجيب بما في ذلك تجاهل قدرة الأُمة على الحركة.
 
أجل. من منطلق ذلك الزعيم وأمثاله - وما أسرع تكاثرهم في الآونة الأخيرة! - لا بد أن يوجد من يَتلهَّفون إلى اليوم الذي يلقي فيه الرئيس الأميركي خطابه من القاهرة إلى المسلمين تَلهُّف من يَتلهَّفون إلى مجيء المهدي المنتظر، الذي يملأ الأرض عدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً. ولَعلَّ نظرة سريعة إلى بعض البوادر التي لاحت في الأفق بعد مجيء هذا الرئيس إلى كرسي الرئاسة في أميركا - بكل ما يحمله من صفات الذكاء والألمعية - تساعد في تحديد المدى الذي يستحسن أن تدور التخمينات حوله. وقبل الإشارة المختصرة إلى تلك البوادر لابد من القول: إن هناك شبه إجماع لا عند أُمَّتنا فحسب؛ بل عند أكثر الأمم الأخرى أيضاً، بأن إدارة بوش الابن السابقة كانت أسوأ إدارة أميركية؛ عجرفة قُوَّة وارتكاب جرائم بَشعة؛ وبخاصة ضد العرب والمسلمين، وأن أركان مجرمي حربها من أمثال تشيني ورامسفيلد لم يجدوا من أَبدى تقديراً لهم إلا من جعل الله على أبصارهم غشاوة. ذلك أن أصوات حق من داخل أميركا نفسها أدانت تَصرُّفات أولئك المجرمين؛ بل وُجِد بين أصحاب تلك الأصوات من طالبوا بمحاكمتهم على أنهم قاموا بأعمال ضد الإنسانية. وما تدمير العراق، وارتكاب الجرائم البشعة في سجن أبو غريب وأمثاله، ومعتقل جوانتانامو، إلا أمثلة لتلك الأعمال لأنهم كانوا المسؤولين عنها بالدرجة الأولى.

الصفحات