أنت هنا

قراءة كتاب ضريبة هوليود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ضريبة هوليود

ضريبة هوليود

كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

هوليود.. عاصمة الفن السابع

في مطلع القرن العشرين، بدأت السينما بشق طريقها إلى قلوب الناس الذين أُخذوا بما تعرضه تلك الآلة العجيبة من صور متحركة، وبدا واضحاً أن هذا الفن الجديد سيحتل مكاناً بارزاً بين الفنون الستة التي عرفتها الشعوب السابقة بدءاً من التلوين والرسم ووصولاً إلى المسرح، وربما لم يكن قد خطر ببال رواد هذا الفن آنذاك أن يتحول فنهم إلى صناعة قائمة بذاتها، وأن تتحول أهدافها من تسجيل الأحداث اليومية إلى وسيلة لنشر الثقافة أو لبث الدعاية السياسية والإيديولوجية على النحو الذي بدا شائعاً قبل نهاية القرن.

تنازع كل من الأمريكي (توماس أديسون) والأخوان الفرنسيان (لوميير) شرف هذا الاختراع، لذا انتشرت صناعة السينما في كل من أوربا والولايات المتحدة بالتوازي وفي وقت واحد أواخر القرن التاسع عشر، وعندما اختار المخرج (سيسل بي ديميل) ضاحية هادئة من ضواحي لوس أنجلوس تسمى هوليود لتصوير فيلم (الكاوبوي) الصامت (رجل المرأة الهندية) لم يخطر ببال أحد حينها أنها ستصبح فيما بعد عاصمة لواحدة من أضخم صناعات العالم الحديث، ولتبلغ مبيعاتها في هوليود وحدها ما يقارب 85 مليار دولار كل عام.

بدأت شركات الإنتاج الناشئة بصناعة أفلامها الصامتة الأولى وعرضها على الجمهور بهدف التسلية لا غير، ووجدت الفرق المسرحية الجوالة في هوليود مهنة أكثر ربحاً وأقل جهداً. لم يحظ الممثلون بالشهرة آنذاك ولم تكن أسماؤهم تعلن على الجمهور، إلى أن أُدرج اسم الممثل (فلورنس لورنس) لأول مرة في أحد أفلامه عام 1910، ثم تطور الأمر بسرعة حتى أصبح الممثل النجمَ الأول للفيلم بدلاً من المخرج والكاتب في كثير من الأحيان.

أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها؛ وجدت السينما الأمريكية نفسها بدون منافس، فبينما انشغل الأوربيون بصناعة الأسلحة وإعادة بناء ما دمرته الحرب، ازدهرت حياة الترف في هوليود بجوها المشمس وتلالها الخضراء وقصورها الباذخة، وأصبحت قبلة المستثمرين في صناعة الترفيه والهاربين من جحيم الحرب في أوربا، أو من بقية الولايات الأمريكية التي لم تحقق سياساتها الاقتصادية أحلامهم.

الصفحات