أنت هنا

قراءة كتاب شجرة الصفصاف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شجرة الصفصاف

شجرة الصفصاف

كتاب " شجرة الصفصاف " ، تأليف نادية بيروك ، نقرأ من أجواء الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: د. نادية بيروك
الصفحة رقم: 5

الهروب من خنجر مسموم

لفح الصمت لسانه الجريح، عندها أشاح بوجهه عن الناس جميعا بوشاح من العزلة والحزن... ظل يحبس نفسه وسط غرفته السطحية الحقيرة، إنه لا زال يستعرض ذلك المنظر الفظيع، لازال يحدج أخاه الأصغر بعيون حائرة ملتاعة مزقها الشك وشتتتها الصدمة فتملكها الذهول، لم يقو على قتل أخيه ولا قوي على اغتيالها هي الأخرى، لقد طعناه من الخلف بخنجر مسموم فأحسنا تصويبه وسرعان ما خر صريع الغدر والثقة العمياء.

هجر المسكين ذلك الوكر الملعون، حاملا قلبه الكسير بين جوانحه الدامية، هاربا من جور الزمن وظلم الأيام وهاهو الآن قابع داخل حجرة قاتمة يقضي يومه في تأمل جدرانها الرهيبة في بلاهة ومرارة، كان الألم أقوى من التحمل وكانت صفعة الخيانة أشبه بصفعات إعصار محيط. لقد أصبح راهبا داخل معبد غريب، يحلم بالوفاء والحب المتبادل في دنيا غير هذه، يرنو إلى أخ حبيب يربت على كتفه وزوجة تؤنس وحدته وتطيب خاطره، لكنه يفيق على الحقيقة التي يراها في غفواته، عندها ينتشله صوت أقدام مرتبكة متعثرة تخطو نحو حجرته اليتيمة، ليقرع بابها في تردد وحيرة ظاهرة. ينهض سالم في تثاقل واستغراب ليفتح الباب في بطء شديد، لكنه يخرج عينيه من هول المفاجأة ويفتح فاه من الدهشة:

- أنت! قال ذلك ثم دفع الباب بكل ما أوتي من قوة في حين تمتد يدها لتشل حركته ولسان حالها يقول:

- تمهل أرجوك! لقد بحثت عنك طوال هذه السنين لأخبرك الحقيقة لن آخذ من وقتك إلا القليل. ألا يهمك أن تعرف الحقيقية؟

- الحقيقية! ادخلي.

دخلت فاطمة وهي ترنو إلى المكان في حذر وترنو إليه في رأفة حانية:

- لم أخنك يوما يا سالم؟!

- أهذه خدعة جديدة؟

- إن تفكيرك المريض هو الذي خدعك، صدقني لم يحدث بيني وبين أخيك شيء يذكر إنه أخي أيضا.

- والقبلة؟

- كانت قبلة بريئة من أخ يواسي أخته.

الصفحات