أنت هنا

قراءة كتاب العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية

العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية

كتاب " العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

ولقد حذّرنا القرآن الكريم من إيجاد الحد الأدنى من الثقة بالأعداء أو الاطمئنان لهم في آيات كثيرة، منها:

- {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 2/120] .

- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ *} [آل عمران: 3/118] [1]

لكن لا ننسى أيضاً ما أسهم به الحداثيون والمستغربون وبعض القياديين والمثقفين في تغريب[2] معالم الإسلام وإهمال تحذيراته وتحريم الفواحش والمنكرات، وإبعاده أو إقصائه عن ساحة الأحداث العامة، ثم أعلنوا العلمانية (اللادينية) صراحة، كلياً أو جزئياً وفسروها بالحرص على الوحدة الوطنية، لتبقى الساحة فارغة من المواجهات والمضادات الفعالة في صد أمواج المؤامرات والمكائد الغربية والخيانات الشرقية في عام 1948، 1956، 1967، 1973م، ويظهر كل هذا ومفرزاته السامة وآثاره الوخيمة على الواقع العربي والإسلامي بصورة جلية في أحداث القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين.

وهرول كثيرون من القياديين والمفكرين إلى مجاملة الأعداء في أشكال ومناهج مختلفة دفاعية هزيلة، مثل عقد مؤتمرات الوسطية والاعتدال، والتسامح والانفتاح، وتجديد الخطاب الديني، فقد حضرت ما يقارب عشرين مؤتمراً منها للوسطية في البلاد العربية، وبعضها ثلاث مرات فأكثر في الدولة نفسها، وأقام بعضهم مراكز للوسطية، تقرباً من رجالاته الخبثاء والأشداء والماكرين، ولإرضاء الفكر الغربي السياسي الجامح أو الماكر المخادع.

و نظل سادرين لا نعتبر ولا نتعظ بالمواقف والأحداث وألوان المكر والخداع، بمجرد إعلان مظاهر سياسية هشة، وتصريحات زائفة مخدِّرة أو مسكِّنة لتمرير عنصر الوقت والرضا بالواقع المؤلم، أو بإرسال المندوبين والوسطاء واللجان للدراسة والتحقيق بين الفينة والأخرى، ثم لا شيء في الواقع على الإطلاق، سواء في كارثة فلسطين أو أفغانستان أو العراق أو غيرها من بلدان الإسلام.

فإلى متى نبقى أغبياء أو متغابين، أو غافلين أو مغفلين عما جرى ويجري، من ابتكارات الخطط ذات المضمون الواحد ألا وهي تحجيم الإسلام ومؤسساته، وإسكات نداءات الوطنية، وإبقاء الاستغاثات والاحتجاجات الجوفاء، وتقديم الشكاوي والتنديدات، والاستنجاد بالمؤسسات الدولية الكبرى التي تسيِّرها الدول الكبرى، وتوجهها نحو غاياتها الحاقدة والعدوانية السافرة؟!

وصدق سيدنا عمر رضي الله عنه حين قال: «اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة، واستخذاء الضعيف».

الصفحات