أنت هنا

قراءة كتاب دور الأديان في السلام العالمي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دور الأديان في السلام العالمي

دور الأديان في السلام العالمي

كتاب " دور الأديان في السلام العالمي " ، تأليف د. محمد سعيد رمضان البوطي و د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

حوار مع الغرب

عندما قال الشاعر الإنكليزي روديارد كيبلنغ (1865-1930) مقولته الشهيرة "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا" لم يكن يعلم أن العالم سيتغير إلى درجة كبيرة، فالتطور العلمي والتقني في الاتصالات ووسائل الإعلام جعل العالم قرية صغيرة، فأهل الشرق يتأثرون بما يحدث في الغرب، والناس في الغرب يعرفون ما يحدث في الشرق ويتأثرون به، وربما تحركوا على الصعيد الشعبي والإنساني والسياسي لاتخاذ مواقف داعمة أو مناهضة.

لم يعد هناك شرق مطلق ولا غرب مطلق؛ ذلك أن الحضارة نتاج ثقافي شاركت في صنعه مادياً ومعنوياً العديد من الشعوب، فكانت الحضارة دُولة بينها.

لكن البعض يصر على أن العلاقة صراع بين الشرق والغرب، وهو يرى أن الحضارات الشرقية مختلفة من الناحية الثقافية والعقلية والعقائدية عن الحضارة الغربية؛ وأن الصراع بينهما حتمي، ويستحضر من التاريخ كل مآسيه، للنفخ في كيـر التطرف والكراهية، وبث العداء بين الشعوب، وإشعال نار الحروب؛ الثقافية منها والعسكرية.

وباعتبار أن لكل فعل رد فعل مماثل؛ يبدأ العنف بالظهور، وتبدأ معه التعبئة الفكرية والإعلامية والثقافية والأيديولوجية.

هكذا ظهر على الجانبين عدد من المفكرين الذين دعوا إلى التمركز على الذات، وإبراز تفوق حضارتهم الخاصة، متجاهلين الحضارات الأخرى وإنجازاتها، ومشاركتها في تقدم الإنسانية. مما كان له تداعيات سيئة على الحضارة الإنسانية عموماً.

من هنا برزت الحاجة إلى الحوار لتأسيس أرضية إنسانية مشتركة، بعيدة عن التعالي والتمركز حول الذات؛ تقوم على الحوار والتعارف والتكامل، فالحوار هو الطريق الموصل لتقارب الأفكار والرؤى، ولوضع الحلول التي تجعل الجميع أسرة واحدة بعد أن أصبحت الكرة الأرضية قرية واحدة.

تهدف هذه السلسلة من الكتب لتعريف كل طرف على فكر الآخر، وتقدم أبحاثها بموضوعية وجرأة بعيداً عن المجاملات، فالهدف هو الوصول إلى الطريق العملي للتعارف، وفهم الذات والآخر بوضوح، والتفهم لخصوصيات وثقافات الآخر، واحترام حقه بالاختلاف؛ وسيلةً لنمو الحضارة والثقافة الإنسانية.

الصفحات