أنت هنا

قراءة كتاب قتل الملاك في بابل _ المفكر والناقد قاسم عبد الأمير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قتل الملاك في بابل _ المفكر والناقد قاسم عبد الأمير

قتل الملاك في بابل _ المفكر والناقد قاسم عبد الأمير

كتاب " قتل الملاك في بابل _ المفكر والناقد قاسم عبد الأمير " ، تأليف علي عبد الأمير عجام ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

مع طه باقر في سجن واحد

وما دمنا بصدد الحديث عن المكونات الثقافية، فلا بد من وقفتين عند فترتي اعتقالي عام 1963، ففي الأولى وجدت نفسي وسط حشد هائل من أساتذة الجامعة والعلماء والأدباء والجامعيين من مختلف الاختصاصات، ممن كانوا معي في سجن الموقف العام بباب المعظم (وزارة الصحة حاليا)، كان منهم العلامة طه باقر وعدد من أساتذتي في كلية الزراعة، مثل طه ناجي ومهندسون فنانون مثل قحطان المدفعي، وأطباء كبار وطلبة في الصف المنتهي بكلية الطب، وأساتذة في اللغات والقانون بينهم المرحوم ابن مدينتنا د· صلاح الدين الخزرجي وشعراء شعبيون·· وكلهم كانوا من حوافزي للتعلم والإصغاء لهم، إذ كان بعضهم يحدثنا فيما يشبه المحاضرات عن اختصاصه وأبعاده، كما فعل أحد أساتذة الرياضيات في كلية العلوم·· حتى إذا عدت إلى الكلية عدت إليها محتشدا برغبة المواصلة على جانبي العلم والأدب· غير أن الكتب كانت ممنوعة داخل الموقف، رغم السماح بالصحف، وفي المرة الثانية كانت في سجن الحلة (تموز 1963 ت2 1963) وخلالها التقيت بنوعيات أخرى من الناس المثقفين منهم، أكثرهم مدرسون ومحامون ومعلمون وطلبة بمختلف المراحل·· كان بينهم أستاذي وجاري وتلميذ أمي مهدي الأنباري، وهنا في هذه المرحلة وجدت أكثر من الأستاذ الأخ الكبير والصديق والمرشد الحميم، لا سيما وأن ظروف السجن تعتنق دواخل الفرد، هكذا صرنا نتحدث في كل شيء من خلال نفوس مكشوفة على بعضها؛ ولأن الكتب كانت متوفرة بشكل أو بآخر فقد مارس الأستاذ مهدي دورا إرشاديا في اختياري لما قرأ، فكان أن قرأت معظم ما صدر لنجيب محفوظ حتى عام 63 إن لم أقل كله، واستمر هذا الدور بعد خروجنا من السجن، ومنه اطلعت على واحد من كتب سلامة موسى الموجهة وهو تربية سلامة موسى وأذكر أنه أعارني إياه كي أجد فيه إجابة عن سؤالي له : ألا تراني يا أستاذي أنني أثرثر كثيرا وأتنقل من موضوع إلى آخر ؟

قال مبتسما : أبدا إن فيك حماسة للمعرفة ستعرف أصله وسره لو قرأت كتاب سلامة موسى وقرأته فعلا، قال لي مرة وأنا أسأله هل يحق لي أن أحس أن القاص عبد الحليم عبد الله لا يعجبني ؟ ، قال لي بثقة نعم هذا يعني أنك تتطور وتتجاوزه، فما كان يعجبك في مرحلة لا يعجبك في غيرها ·

الصفحات