أنت هنا

قراءة كتاب الذكاء الانفعالي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الذكاء الانفعالي

الذكاء الانفعالي

كتاب " الذكاء الانفعالي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 8

الجذور التاريخية للذكاء الانفعالي

نظرة تاريخية

لقد مضت سنوات قليلة على دخول موضوع الذكاء الانفعالي ضمن الأدب النفسي وظهر إبداع حديث أكثر انتشارا في مجلة الأعمال الشعبية وكذلك في أدب العمل الأكاديمي وفي الحقيقة تم شرحه وبمستوى رفيع في نشرة إدارة الأعمال الأكاديمية لهي (Huy,1999)  ونشرة هارفارد للأعمال لكولمان (Goleman, 1998) وشبكة الاتصال العالمية Entrant  لمعرفة كيف يتعامل الباحثون، وكيفية ربطه ببعض المتغيرات ، وعلى الرغم من هذا النشر الذي هو إثبات وقوة ساندة كلية غير مجزاة لقياس الذكاء الانفعالي على المستوى الشعبي، أصبح الذكاء الانفعالي يلعب دور المفتاح في مكان العمل.

ان في تاريخ الشرائع الملكية القديمة عبارات تفيض حباً للناس وعطفاً وإحساسا مسؤولاً عما يجدر ان يقدمه لهم من الخير كتلك العبارات التي أختتم بها حمورابي شريعته . فهو يدعوا الناس في زمانه والأجيال القادمة ليعرفوا الخير ويتعلموا كيف ينشروه ويقدموه عن حب وتعاطف فلا يظلم أحد حقداً وأنانية، وتلك هي النظرة الكلية للإرادة الأخلاقية البابلية المتمثلة في شريعة حمورابي .

لقد اهتم الإنسان في مراحل تاريخه بملاحظة الفروق الفردية بين الأفراد ووصفها، هذه الفروق التي تتجلى في تصورنا عن عالمنا الشخصي وخبراتنا الذاتية ومشاعرنا الخاصة ودوافعنا وانفعالاتنا وقدرتنا وقيمنا ومعتقداتنا وأفكارنا وآرائنا ومثلنا العليا، ان هذا الاهتمام ولد  لدى الفلاسفة القدماء الرغبة في دراسة النفس الإنسانية للتعرف على أسباب هذه الفروق وأثرها، ولا سيما سقراط الذي ينادي بالرحمة والتعاطف لكل ذي روح، وأما أفلاطون فيرى إن التربية تعني الفضيلة التي تنمي العواطف والعادات الحسنة وهما العمل اليدوي الأول الذي يتقدم على كل تعليم، وقد ميز أفلاطون قديما  قوى العقل إلى ثلاثة مظاهر رئيسة هي الإدراك للناحية المعرفية، والانفعال للناحية العاطفية ، والنزوع للأداء والفعل ،  ويرى بيرت Burt  ان مفاهيم افلاطون يمكن التعبير عنها بلغة علم النفس الحديث بالنواحي العقلية Intellectual والانفعاليةEmotional  والخلقية Moral ، كما يمكن أن  تستخدم ألفاظ المعرفة Cognition والوجدان Affection والنزوع Conation.  أما أرسطو فانه يقسم قوى العقل إلى مظهرين رئيسين ،الأول عقلي معرفي ، والثاني انفعالي مزاجي حركي دينامي، وتحدث عن الانفعالات وحصرها في المحتوى الاجتماعي ، والميل للقيام بالسلوك، وتمييز الاستثارة الجسمية.

ويذكر أرسطو دعوته إلى أدارة الحياة الانفعالية بذكاء ٬ فالانفعالات أذا ما مارست ممارسة جيدة ستحوز بالحكمة ٬ والانفعالات هي التي تقود إلى التفكير والقيم،  فالمشكلة عند أرسطو ليس في حالة الانفعال وإنما في سلامة الانفعال وكيفية التعبير عنه وهي التي بدورها تؤدي إلى التحضر والاهتمام والتعاطف على حياة المجتمع . 

الصفحات