أنت هنا

قراءة كتاب فدوى طوقان حياتها وشعرها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فدوى طوقان حياتها وشعرها

فدوى طوقان حياتها وشعرها

فدوى عبدالفتاح طوقان، شاعرة فلسطين، سنديانة فلسطين، خنساء فلسطين، شاعرة الحب والألم، شاعرة الرثاء والموت.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 1
الشاعرة فدوى طوقان
 
العمة النجمة
 
بقلم: جعفر طوقان
 
«منذ أن بدأت أتذكر الأشياء كانت العمّة فدوى تشغل الغرفة المجاورة تماماً لغرفتنا أنا ووالدتي وشقيقتي في بيت العائلة الكبير في نابلس، حيث انتقلنا للعيش بعد وفاة والدي عام 1941، وكان لي من العمر ثلاث سنوات، وبقينا متجاورين لمدة تقارب الخمسة عشر عاماً.
 
والصورة التي تكونت في ذهني عن غرفتها ذات الباب الزجاجي والتي ترتفع بأربع درجات عن مستوى غرفتنا، هي صورة شيء أشبه ما يكون بالمحراب. كانت غرفة صغيرة تغطي جدرانها رفوف مرصوصة بالكتب، ويتوسط كل جدار من جدرانها الثلاثة شباك صغير يطل على حديقة الجيران. وأذكرها وهي تجلس على سريرها على الناحية اليمنى من الغرفة وبجواره طاولة الكتابة وكرسيين. وكانت الغرفة محراباً يغشاه الضوء والهدوء، أذكرها تقرأ أو تكتب سابحة في الضوء والهدوء. وإذا ما تعبت من القراءة أو الكتابة كانت تتناول عودها تعزف عليه ألحاناً لعبدالوهاب وأم كلثوم وتنشد بصوت هادئ رقيق مع دندنات العود.
 
هذه هي الصورة، الذكرى التي تعود وتتجسد أمامي كلما ذهبت إلى البيت القديم وصعدت إلى الطابق الذي كنا نشغله، وأرى غرفتها الخالية بعد انتقالها إلى صومعتها الجديدة القديمة على جبل جرزيم.
 
علاقتي بالعمّة فدوى ومن وجهة نظري الشخصية كانت علاقة خاصة جداً، فمن جهة كانت هي القناة التي كنت أتعرف من خلالها على والدي الذي لم تتح لي وفاته المبكرة فرصة معرفته مباشرة. من علاقتها الخاصة به، والتي تعرفون عنها الكثير، استطعت أن أعرف جوانب من شخصية والدي ما كان يمكن لي أن أعرفها من أي شخص آخر وخاصة عندما ترويها لي العمّة فدوى بعباراتها الواضحة الرقيقة التي كانت تتدفق بسلاسة ودفء متضمخة بالحب العميق الذي كانت تكنه لإبراهيم.

الصفحات