أنت هنا

قراءة كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الريادية و إدارتها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البراعة في تأسيس المشاريع الريلدية و إدارتها

البراعة في تأسيس المشاريع الريادية و إدارتها

كتاب " البراعة في تأسيس المشاريع الريادية و إدارتها " ، تأليف نورم برودسكي و بو بيرلينغهام ، والذي صدر عن

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

الفصل الأوَّل
كيف تَنْجحُ في إدارةِ مشاريعك
بدأتُ حياتي العمليَّةَ كمدرِّبٍ في مجال الأعمال وكمُعلِّمٍ في تأسيس المشروعات الجديدة، ذاتَ أمسيَّةٍ باردةٍ من ليالي شهر كانون الثاني (يناير) من عام ١٩٩٢م. كنتُ في تلك الأمسيَّة أنا وزوجتي إيلين نَتَناوَلُ طعامَ العشاء مع أصدقائنا بوبي وهيلين ستون. كان هذان الصديقان قدِ اقترحا مَطعمًا أقلَّ كُلفةً من المطاعم التي كُنَّا نرتادها في العادة. وعندما وصَلْنا إلى ذلك المطعم، أدركْنا السببَ في تلك الرغبة. أخبَرَنا بوبي بأنَّه كان قد سُرِّحَ من وظيفته كبائعٍ لأجهزة الحاسوب، وهي وظيفةٌ كان قد أمضى أربعة عشر عامًا في العمل فيها. وقد كان بسبب ذلك شديدَ الاضطراب وناقمًا، وأقسَم إنَّه لن يعملَ لحساب غيره بعد ذلك. قال إنَّه سيُشاركُ زوجتَه هيلين في عملها الذي تقوم به من المنزل- وهو بَيع تجهيزات الحاسوب من قبو منزلهم في نورث بيلمور، نيويورك.
كانت ردَّةُ فعلي أنْ قلتُ له: ’’هذا رائعٌ يا بوبي. ألدَيك خُطَّةُ عمل؟‘‘ أجاب متسائلًا: ’’ماذا تقصد بخُطَّةِ العمل؟‘‘ رَددْتُ قائلًا: ’’إنَّ خُطَّة العمل تُحدِّدُ ما تتوقَّع أن تفعلَه، وأنت تحتاجُ إليها لتستطيعَ تحديدَ ما إذا كان عملُك يتمتَّع بِمقوِّمات النموِّ والحياة أم لا‘‘.
’’إنَّ العملَ قابلٌ للنموِّ والديمومة بالتَّأكيد. وقد مضى على قيام هيلين به سبعُ سنوات، وهو بِمجمَله يقوم على أكتاف هيلين ومُساعِدتِها پاولا (Paula). وهما تعملان بِدوام جزئيٍّ من منزلنا ودون الاستعانة ببائعين. وفوق ذلك، إنِّي أحسب نفسي رجلَ مبيعاتٍ ناجحًا. مع تَوافُر كلِّ هذه الأوضاع، كيف سيَكون هذا العمل غير مضمونِ النجاح؟‘‘ لَم تَعُد هيلين قادرةً على الصبر، فقالت: ’’إنَّ زوجي هذا رجلٌ مخبول. ليست لدينا أيَّةُ أموال. حتَّى إنَّنا لسْنا قادرين على تسديد فواتيرنا. إنَّنا نبحثُ عن قرضٍ بِرَهْنٍ عقاريٍّ حتَّى نستطيعَ دَفْعَ ديوننا لأكبر مورِّدينا‘‘. ردَّ بوبي قائلًا: ’’إنَّ هيلين سلبيَّةٌ على نحوٍ مُبالَغٍ فيه‘‘، وردَّت هيلين ’’إنَّ بوبي لا يعرفُ ما يتحدَّثُ بشأنه‘‘. فقلتُ: ’’انظرا، أرجو أن تُسْدِيا إلَيَّ معروفًا، لا تندفعا في العمل. أَحضِرا جميع أوراقكما وتعالا إلى بَيتنا. وهناك سنَرى ما إذا كان عملكما يتمتَّعُ بِسِمات النجاح أم لا‘‘. كنتُ أتصوَّر أنِّي أسدَيتُ إليهما نصيحةً وأنَّهما سيَأخذان بها، غير أنَّه تَبيَّن فيما بعد أنَّهما بحاجة إلى عمليَّة تعليمٍ شاملة.
فيما بعد، ظَهرَ أنَّ هذا هو الجزءُ الأكثر إثارةً في هذه القصَّة. أقصدُ أنَّه لم يكُنْ من الواضح لي في ذلك الوقت كم كان بإمكانك أنْ تُعلِّمَ الآخرين في مجال العمل والتجارة. أَكانَ بإمكانك أنْ تتبنَّى رَجُلًا وزوجتَه وهم في منتصف العمر، ولَمْ يكن لديهما أدنى فكرةٍ عن تأسيسِ أعمالٍ ناجحة، وأنْ ترشدَهم إلى كيفيَّة تحقيق ذلك؟ أم كان على الناس أنْ يتعلَّموا من خلال تجاربهم؟ لم أكُن متأكِّدًا بشأن ذلك. لقد أمضيْتُ طوالَ عمري لأتعلَّمَ ما أعرفُ عن الأعمال. ولقد تعلَّمتُ كثيرًا من الدروس بعد أنْ تلقَّيتُ صَفَعاتٍ كثيرة. رغم أنَّ لديَّ شهاداتٍ جامعيَّةً في الحقوق والمحاسبة، فإنِّي لَم أتعلَّم كيف أُديرُ أعمالي في مدرسة ولا في جامعة. في الحقيقة، لقد كان عليَّ أن أنسى كثيرًا ممَّا تعلَّمتُه على مقاعد الدراسة. وكم من أساليبِ إدارة العمل يعتمدُ على السَّليقة؟ كم تتعلَّم وأنت طفلٌ قبل أنْ يتسنَّى لك أن تدركَ أنَّ ما تتعلَّمُه هو في الواقع دروسٌ في العمل والتجارة؟ لم يكُن لديَّ عِلْمٌ بذلك، غير أنِّي كنت تَوَّاقًا إلى المعرفة.
 

الصفحات