أنت هنا

قراءة كتاب فن النشر وصناعة الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن النشر وصناعة الكتاب

فن النشر وصناعة الكتاب

كتاب " فن النشر وصناعة الكتاب " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 1

مقدمة
هذا الكتاب ثمرة تجربة طويلة؛ خاضتها دار الفكر في مهنة الطباعة والنشر والتوزيع، على مدى عقود خمسة، تقلّبت خلالها بأحوال عديدة يجدر تسجيلها، وتقديم خبرتها لكل معنيٍّ من المؤلفين أو المشتغلين بالطباعة والنشر؛ وسائر الأعمال المتصلة. وليس الكتاب سيرة حياة الدار، بمقدار ما هو الأصول النموذجية لمهنة النشر التي يظنها كثيرٌ من الناس طبعَ الكتاب والتكسُّبَ بتجارته، الأمر الذي أغرى ناساً تسوَّروا المهنة، وهم يجهلون حقيقتها.
فكرة الكتاب ودواعي تأليفه ونشره
ولدت فكرة الكتاب في دار الفكر منذ تأسيسها مطلع عام 1957م، وكانت اتخذت إتقان العمل أول شعار لها، طبقاً لحديث النبي : «إنّ الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» [البيهقي]، بكل ما يعني هذا الإتقان من معانٍ وأبعاد.
فما السبيل إلى إتقان فنون الطباعة والنشر والتوزيع؟!
ما القواعد التي ينبغي على الطابع والناشر أن يتقيدا بها ليكونا متقنين؟!
ما العلاقة بين الناشر والمؤلف؟!
هل الناشر مجرد وسيط بين المؤلف والطابع؛ ينتهي دوره عند تمويل الكتاب لإنتاجه، ودفعه للقارئ؟!
من المسؤول إذا ما ظهر في الكتاب خطأ فادح أو يسير؟! أهي المطبعة، أم المؤلف، أم الناشر؟!
وتساءلت الدار: ما الأصول التي ينبغي أن تتّبعها في عملها الذي تريد أن تتقنه؟
لم يكن بين يديها في المراجع العربية ما يرشدها إلى أصول أو قواعد تهتدي بها، وما وجدت لصناعة النشر تقاليد وأعرافاً تحدد لها معالم الطريق، خاصة أن ما كتب في هذا الموضوع يتعلق بالوراقة التي كانت تعتمد على النِّساخة، ولم يساير تطورَ النشر في عصر الطباعة وإرهاصات تحوله إلى النشر الحاسوبي (الإلكتروني).. فمضت الدار تتلمس طريقها باجتهادها الذاتي، يغمرها شعور بالمسؤولية عن الكلمة التي تنشرها، وإيمان صادق بأن هذه المسؤولية لا تقل عن مسؤولية المؤلف.
ومما عمَّق لديها هذا الشعور حين توسعت أعمالها، واضطلعت بطباعة كتب مدرسية وجامعية وأخرى لمراكز ثقافية؛ أنها رأت تلك الكتب لا تجري على سنن واحد، لا في طرائق الإخراج وأساليب الإنتاج، ولا في قواعد الإملاء وعلامات الترقيم والشكل، فضلاً عما تعجُّ به من أخطاء؛ يقال لتسويغها والاعتذار عنها: إنها «لا تخفى على القارئ اللبيب».. لكن المشكلة تكمن عند القارئ غير اللبيب.
ثم رأت الدار أن اختلاف المناهج والقواعد لا يقتصر على اختلاف البلدان بين مشرق ومغرب، بل يتعداه إلى البلد الواحد؛ نتيجة لتغييب دور الناشر، والاكتفاء بما عند المؤلفين الذين تختلف ثقافاتهم وتتعدد مناهجهم في البلد الواحد؛ بسبب اختلاف أماكن تخرجهم في هذا البلد أو ذاك.. مما لا يزال يؤدي إلى وقوع فوضى في شكل الكتاب العربي.
كانت تلك الفوضى الناجمةُ عن غياب القواعد المشتركة للتأليف والنشر في اللغة الواحدة؛ هي ما دفع دار الفكر في عام 1984 إلى إصدار دليل يتضمن القواعد المهنية للنشر، وما يحتاجه الناشر لإصدار كتاب ذي أصول محددة، يهتدي بها الناشرون جميعاً، فيستريحون ويريحون.
وهذه القواعد تشتمل على ما اعتمدته الدار وطبقته بكفاية؛ في اللغة والكتابة، وإجراءات التقويم والتنقيح والتوثيق والضبط والإخراج والفهرسة والتدقيق.
واعتماد الدليل المذكور لم يكن هيناً؛ ذلك أنّه كلّف الدار أعباء مادية ومعنوية تضيفها إلى همومها، وهو ما دفع الدار إلى تعيين موظفين متمرسين للقيام بهذه المهمة؛ ليس لرصد الأخطاء وتصحيح التجارب الطباعية فحسب، بل لتنفيذ تعليمات الدليل على كل كتاب يرد إليها من أي مؤلف كان، على مكانة كثير من مؤلفيها.
 

الصفحات