أنت هنا

قراءة كتاب ماذا جرى للوحش الأبيض؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ماذا جرى للوحش الأبيض؟

ماذا جرى للوحش الأبيض؟

الرواية مستوحاة من قصة حقيقية تتحدث عن بحار فرنسي شاب فقد على أحد شواطئ استراليا في منتصف القرن التاسع عشر، وتبنته قبيلة محلية قبل أن تجده سفينة إنجليزية بعد 17 عاما، وخلال هذه الفترة كان قد فقد لغته الفرنسية ولم يعد يتذكر اسمه الحقيقي.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
اعتراه شعورٌ عارمٌ بالإخفاق فهو لن يتقلد دور البطولة اليوم فنهض وعاد أدراجه نحو البحر , أسفل الوادي لتبقى جولته في الوادي الأخضر الرطب , أسفل الغابة الرمادية سره الدفين وهو الفائدة الصغيرة التي خلفتها محاولته في هذا الخليج المجهول , لم يحث الخطى , تسلق المرتفعات البحرية التي تنوف على الخليج بخطىً هادئة .
 
اكتشف أنه وحيدٌ في هذا الخليج النائي فأطلق صرخةً لن تتمكن أي باخرة من سماعها شلُّ تفكيره وانتابه اضطرابٌ شديد فتصرف كما لو أن جنوناً قد مسه فنزل الصخرة بسرعة هائلة وقفز فوق الرمال ثم انحدر نحو الجزر ودخل في المياه حتى غمرت صدره علّه يقترب ما أمكن من القارب الهارب وصرخ من جديد صرخة َغضب, نداء استغاثة, فكانت صرخته من البحر مثل صرخته من قمة الصخرة دون جدوى.
 
عاد القهقري عندما غمرت إحدى الأمواج رقبته وبقي ناظراه مبعثرين فوق مياه البحر.
 
كان يحتاج لمنطقةٍ مرتفعةٍ ليراقب الأفق فتسلق الصخرة تعتريه انفعالاتٌ متضاربة.
 
ماذا جرى؟ كم استغرقت جولته المنعزلة داخل الأرض. ساعةً على الأكثر في غضون ذلك, نادى قارب الإنقاذ إلا أنه لم يلحظ راية العودة إلى متن القارب كما لم يتناه لمسامعه صوتُ طلقة البندقية, رفع قارب سان بول المرساة وأنزل الشراع وتهيأ للإبحار ولكن لِمَ؟
 
لِمَ هذه السرعة؟ لِمَ ذهبوا من دونه؟
 
ارتمى بأحضان شجرة وارفة الظلال بائساً كسير الجناح. تتبادر لمخيلته خلاصة خبرته البحرية التي تمخضت عن بضع جملٍ تبادلها ضباط البحرية مع رؤساء العمال إذ نبّه ضابط المناورات أن المرفأ ذا الرمل الخشن المتناثر فوق الصخور ليس ذو هيئة حسنة والبدر الساطع لليلتين أعطاه ضربات مدٍ قوية فلم يوافق القبطان على الولوج إلى هذا الخليج المجهول إلا ليحظوا بالماء للمرضى. وبدأت الريح الأرضية تزداد قوةً.
 
تراءى لهم سطح الماء رقراقاً كبحيرة فألقى الطمأنينة في نفوسهم وعند مدخل الخليج رحبت بهم دواماتٌ وأعاصير. لقد تحقق الآن مما تنبأ به مسبقاً مراقب المرساة فالخليج محاط بحاجزٍ من المرجان يكاد يظهر للعيان تاركاً معبرين ضيقين فقط. وصلوا صدفة ٌ بأقصى المد وعبروا المعبر الرئيسي فدخلوه دون عائق ودون أن يساورهم أدنى شك. لوحت بداية الجزر بالخطر مع وجود مرفأ متوسط وريح ٍ تزداد قوة لن يجازف القبطان ليقع بين شباك هذا الخليج فكان عليه أن يبارح المكان بأقصى سرعة بينما كان هو يناور بين الأدغال, لا بد أن مساعد القبطان أعلن بأنه قد فقد أحد رجاله لكن العودة لليابسة والبحث عن مفقود ثم الإبحار من جديد سيستغرق ساعة ً أخرى لذا وجب الهروب في البحر لإنقاذ السفينة.

الصفحات