أنت هنا

قراءة كتاب الساعد الغربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الساعد الغربي

الساعد الغربي

أية لحظة.. مباغتة، ستفاجئنا بالحنين ونحن نتشكل بعد، أية مدارات ستنجرف أحلامنا ونحن نتهاوى على قباب الروح والجسد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
بكر الحياة.. اعتاد رعيها المجنون، دروبها الصخرية الناتئة، وطاها المدمر والمباغت، قطعانها العائدة، شمسها الهاربة، حيث لا شيء يمكن أن يصحو تحت هذا الخلود.
 
كان على حافة الانهيار.. في رأسه تتوالد- حيث هناك تقبع أهازيجهم في خفوت الصخر وحناجر السنونو الراجعة- دلفه الصامت، أغانيه، همهمات الرياح الغربية، كل شيء كان ينذر بشيء ما، وبَعْدُ لم تنطفِئ ناره، صلوات أمه، حنين إخوته وعينيه مسارح صيف. لعيني أمه رنين أسياف لا يعرف كيف حمله بقلبه صدى حفيفها المتلصص خلفه والموجع، ينبلج من داخل الكهف، فتتكسّر حدة المهابة التي أورثته حزنه، غشت رؤاه وهو يتلوى مع الوادي قبل لأي، أصاخ السمع من جديد، عاوده رعب الأيام الأخيرة، في الكهف..
 
في الليل..
 
كما في النهار..
 
يولد دائماً ولا يشيخ.. يا أيتها الجلالة..
 
ما زال لديَّ وقت، أهازيج وعويل، كم وجه للصمت، كم قبلة للمكان وكم حزن للموت.
 
ظلَّ ينهبه المشهد وهو ينحدر باتجاه وادي اليرموك.
 
إلى أن أصبح شاهدة قبر...

الصفحات