تقول رواية مشتركة...

 

لماذا لا تكون مغامرة مشتركة، ألاَّ تعتقد معي بأن الحياة مغامرة نعيشها ربما فرادى، وربما شركاء، والنتيجة أننا بكلتا الحالتين ضعفاء، فالوحدة بقدر ما هي قوة، هي ضعف لعدم إيجابيتها، والشراكة ضعف لأنها جزء من كل وأنت بين الوحدة والشراكة منحوت على طبع الوفاء... الرواية مغامرة...

 

أبدأ إذن لتقودني إلى اللغة... اجعلني أستلقِ على ظهري ساهماً، لأنهض عما قليل وأكمل عنك، بماذا تفكر الآن ما الذي تود الإجابة عنه، ما الذي يمور في خلجانك وأنت تمور، سمعتك تهجس ذات يوم بأشياء وتفاصيل كثيرة كانت منحوتة على نحو جنوني في ذاكرتك وأنت تخلد إلى رعشها المسهب في العشب والتمني والرجاء دالاً على أكثر الأشياء صميمية، عندما تتوقف عن الروي، فتنزوي راكداً مجلجلاً بأفكار كثيرة، دفعة واحدة ألقيتها وأنا الآن مشغول بفك رموزها العصية على الوصف والحيادية وهذا القارئ المسكين كيف سيعبر صمتك المفاجئ، يديك وهما تحومان مع حروف جملك المترابطة والقاسية، جلجلة دموعك وهي تغمز بارتحالات مكشوفة.

 

أنت طيب ومجنون!

 

ذكّرني بماذا كنت تهجس؟..

 

... سكة تفصل سهلين... جماعتين... لا أذكر لكنني تخيلت المشهد عبر عينيك، وكنت في هذه اللحظات أود دوماً أن أؤكد لك أن الملاحم الكبرى تصنعها اللغة، والبشر ليسوا أكثر من مادتها، أو ربما على العكس، لكن عندما يصنع البشر الملاحم الرهيبة... هل تكون اللغة مادتهم، أم السيوف والدم، وتلك الفيوضات الإنسانية، الرعش الإنساني الذي يسكب على نحو مضنٍ وقاصم..

 

اللغة إذن كيوم الحساب..

 

شيء لاحق للتجربة فإما أن يذهب بك إلى الجنة أو إلى النار وكلاهما حساب، فأيهما تريد أن تجرب، لأنها بذلك الإحياء والخلق تُدخل على التجربة ذلك الشيء غير المرئي... المجهول والغامض في الإنسان..

 

.. لاحظ إذن كيف تغدو الكتابة شيئاً أفخم من التجربة وأكثر نبلاً كونها تزاوج وتخلط بين الحياة الفعلية للبشر والحياة الوهمية للعقل.. الفعل بالحلم على نحو لصوصي ونزق.. مترجّياً ومتمنياً.. أيهما أقل، أيهما أكثر..