أنت هنا

قراءة كتاب الصوفية وسبيلها إلى الحقيقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصوفية وسبيلها إلى الحقيقة

الصوفية وسبيلها إلى الحقيقة

التصوف كفلسفة والتصوف كسلوك هذا ما نريده من دراستنا المتواضعة هذه والتي هدفنا من خلالها أن نوضح الأسس الموضوعية التي بني عليها مذهب التصوف وقد نعتناه بالمذهب وهو بالواقع لم يكن مذهباً متميزاً من المذاهب الإسلامية لأن التصوف لم يقتصر كفلسفة واقعية على الإسلا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
التصوف كفلسفة والتصوف كسلوك هذا ما نريده من دراستنا المتواضعة هذه والتي هدفنا من خلالها أن نوضح الأسس الموضوعية التي بني عليها مذهب التصوف وقد نعتناه بالمذهب وهو بالواقع لم يكن مذهباً متميزاً من المذاهب الإسلامية لأن التصوف لم يقتصر كفلسفة واقعية على الإسلام أو جزء منه و إنما كان عاماً وشاملاً ودخل فيه عدد من أصحاب الديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية وشمل كل مذاهب الديانات لأنه في مفهومه العام تضمن طريقة جديدة في التفكير لا تقتصر على الدين وحده وإنما هي طريقة تنظر إلى العالم وإبداعه وخلوده وفنائه نظرة جديدة . كما أنها تنظر إلى الله المبدع أيضاً نظرة جديدة فبينما اختلفت المذاهب الدينية في مفهوم الله بين التنـزيه وبين التشخيص ولم تستطع أية نظرية من نظريات المعرفة أن تحدد هذا الموجود المطلق الوجود فكانت تختلف فيما يمكن أن يكون لله ذاتاً وما هي صفات ولكن الجميع اعتبروا هذا الكائن هو الكامل بذاته الموجود بذاته الجميل بذاته المبدع ذاته ومبدع الأشياء فبدأت الصوفية حديثها في البدء فكان الله هو البداية وليس لله من نهاية إنه الباقي الخالد وغيره الفاني . أوجد العالم ووضع له القوانين وتركه ليبقى في سماء هذا العالم ولكنه بدء يبحث له عن خليفة في هذا العالم فكان الخلق الآدمي على صورته وبدأ هذا الخلق يأخذ دوره في خلافة الله في هذه الأرض وظن أنه بإمكانه أن يرقى في طموحه إلى مستوى الألوهية لأن الإنسان ادعى لنفسه صفات أخذها من صفات الموجود الكامل ولكنه لم يستطع أن يرقى في وجوده وفي حياته إلى مستوى الموجود الكامل ولكنه ظل هاجسه الموجود الكامل فابتدع فكرة الإنسان الكامل وكان هذا الإنسان الكامل هو الإنسان الأول الذي تمثل بآدم ولكن المتصوفة الذين كانوا يبحثون عن الله من خلال الإنسان ويجدون السعي بالرياضة والمحبة والعشق من أجل الوصول إلى معرفة حقيقته بالله . فالإنسان صورة الله في الأرض وخليفته الذي اختاره ليعمر الأرض وليوحد الله فيها . فالإنسان باعتباره نتاجاً راقياً للعالم فهو أيضاً صورة للعالم . وما العالم سوى إنسان أكبر وما الإنسان سوى عالم أصغر . فالتوحيد بين الله والعالم عند الصوفية فتح مجالاً جديداً للفلسفة لكي ترقى إلى المستوى التوحيدي . وأن يكون العالم كله والله واحداً. واحد في الحقيقة ومفكر في الدلالة عليها . لأنها كلها أي الأجزاء والأقسام التي تتراءى لنا في عالم الكون والفساد والتي تلاحقها صورة الفناء فإن فناءها ليس فناء عدمياً كما تراها الفلسفات الحديثة والمادية وإنما هو فناء في الواحد فبقدر ما تفنى الأشياء وتسرع في فنائها بقدر ما تقترب من الواحد الذي هو الأصل والذي هو الأول والآخر الأول في الوجود وجوداً منـزهاً عن الأشياء والأشياء ليست إلا الفيض الخلقي الإبداعي الذي شكلها وأبدعها الواحد فالتنـزيه معناه عند الصوفية تنـزيه الواحد بذاته تنـزيه الخالق عندما يكون ذاتاً خالصة خالدة لأن الفيض هو فيض إبداعي يقع في الصورة ولا يتضمن الذات فالأشياء كان فيضها صورياً لأن الذات الإلهية منـزهة عن الصورة . وإذا ما اتصفت بالصورة فهي صورة الأشياء ولا ذات فيها لأن النفس هي في الأصل أول فيض إلهي ووجودها في العالم وجود مؤقت لا يمكن خلودها في الأشياء . لأن خلودها في فنائها وعودتها إلى النفس الكلية والنفس الكلية لا بد من عودتها للأصل في وجودها وهو الموجود الواجب الوجود والمطلق في وجوده .

الصفحات