أنت هنا

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
ليلة الإمبراطور

ليلة الإمبراطور

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2013

isbn:

978-614-02-1072-1
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

كتاب " ليلة الإمبراطور " ، تأليف غازي حسين العلي ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

رأيت فيما يرى النائم، أنني أجلس القرفصاء على سجادة حمراء داخل قفص خشبي مزخرف. كان وجهي مصبوغاً بالأخضر والأحمر، وجسدي يضج بقرقعة الحليّ، وثوبي بالكاد يستر بعضاً من وركي وصدري، ويتحلق حولي رجال كثر، بشواربهم الكثة المعقوفة وذقونهم النابتة، وهم يرمقونني في شغف من قدمي حتى رأسي.. وكان أحدهم لا يتوقف عن مغازلتي ورمي الكلمات النابية في وجهي، وهو يحرّك بين الفينة والأخرى، وبطريقة استعراضية وقحة، موضع نظرات عينيه المنغرزتين في لحمي. وحينما كنت أرشقه بنظرة حادة من طرف عيني وهو يفعل ذلك، تداخلني الرغبة في البصق عليه، لكن القواد الذي كان يقف إلى جواري ويساومهم على استئجاري، لم يكن يدخر جهداً في مراقبة نأماتي وحركاتي وهو يدعوني، قبل فوات الأوان، إلى مزيد من التغنج والدلال، وإلا دفعت ثمن بلادتي وسوء فهمي وتصرفي. وفيما كانت تتناوشني نظرات العابرين ولمسات بعض العسس المندسين، كان القوّاد يدور حول القفص، يستدرج العابرين بصوتٍ ناعم سلس: اسمها سعاد.. هيفاء ميساء، وجهها أبيض مدوّر مثل البدر،وشعرها أسود مثل الحبر.. صدرها مكتنز يملأ كفين، ووركها فخيم لحيم يملأ حوضين.. خصرها ناعم مستدقٌّ، وبطنها بطن فرس حر غير مسترقّ ....

اقترب منه أحدهم وسأله: وبكم معاشرتها يا أخا العرب؟

فقال له القواد: بعشرة دراهم.

وحين وجد الرجل يعقد حاجبيه ويزمّ شفتيه مستغرباً، أردف يقول مستنكراً وهو يتملاني من فوق إلى تحت: إنه مبلغ ظالم على هذا الخصر الضامر والورك العامر.

واقترب منه آخر وسأله: يا أخا العرب، إن لي فيها رغبة والله، ولكني أخشى أن تكون مصابة بداء فتعديني، فهل عرضتها على طبيب قبل أن تحضرها إلى هنا.. فتنجيني؟

فأجابه القواد:بالطبع يا سيدي، فقد عدت بها للتو من مركز الأمراض السارية في حي الزبلطاني، وهي والحمد لله خالية من كل داء، وخاصة من هذا البلاء الأعظم الذي يسمونه الإيدز.

ويقترب منه ثالث ويسأله في ضعف وتذلل: ألا تكفيك خمسة دراهم يا أخا العرب، فنحن في سنة محل كما تعلم، وليس في الجيب ما يكفي لسد حاجة الباه. فيرد عليه القواد: اعذرني، فأنا لست ممن يلعبون بالأسعار مثل بعض التجار، وتسعيرتي هذه من وزارة التموين.

فوجدتني وأنا على هذا الحال، أشعر بالملل يحوطني، وبالتعب ينخر عظمي ويرخي مفاصلي، فاستلقيت على أرضية القفص.. وغفوت.