0
لا توجد اصوات
كتاب "حكاية توت ومسرحيات أخرى"، للكاتبة الأردنية ميسون حنا، الصادر عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:
السيد : ما لي أرى عيني وقد تحجر الدمع فيهما .... آه أيتها العينان .... جودا بالدمع الغزير على من سقاني الحُب فأنبت الرحمة ، ورعاني بالحب فأورق هذا الغصن وعندما اشتد عوده نبذ .... حيث ارتحلت عني يا أبتي تاركا إياي في هذا العراء (يحتضن الضريح ) أحتضن ضريحك فلا تلمس يداي إلاَ هذا الحجر .... أستصرخك النهوض فلا أقابل الا بالصمت (لحظة ) أنت يا من رعيتني صغيرا لأتخلى عنك كبيرا مودعا إياك هذا المكان المظلم .... البارد .... الجاف (لحظة) لعنت أيها الموت ، يا من تجعلنا قسرا ننبذ أحبتنا بعد أن نسجيهم بأيدينا هناك (مشيرا إلى الأرض ) تحت أقدامنا في ظلام سرمدي ، لا يعرف النور طريقه اليه ولا الهواء، ونصعد ونمارس حياتنا بعيدا عنهم وكأن شيئا لم يكن ... هل حقا سأمارس حياتي متناسيا كل شيء ؟ (لحظة) ابك يا قلب ... واسكبي الدمع أيتها المآقي (حائرا ) هل يتقن الحزن من تحجرت مقلتاه ... آه ... لكن الألم يعتصر فؤادي ، وحسبي أني أحسه عميقا ، هادئا ، ينساب في داخلي جارحا، فتاكا يلهب الروح ، لتقفز كالغصة في حنجرتي لا تفارقها إلى الخارج ، ولا تعبر إلى مستقرها فأستريح .... (لحظة ) آه ... الموت يشذبني فأقف أمامه صادقا كما لم أكن، ورهبته تجعلني أشعر بالنقاء الشفيف (يرفع يده بخشوع ) أعاهدك على الصدق والوفاء والإخلاص والحب ، لتهدأ روحك ، ولتنم قرير العين ، ولتكن أحلامك كأزهار الربيع (يتلفت حوله مضطربا ، يعبر التابع وبيده باقة زهور )
التابع : أوشك الغسق أن يلوح في الأفق ، وأنت ما زلت هنا !
مشاركات المستخدمين