You are here

قراءة كتاب إذا الأيام أغسقت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إذا الأيام أغسقت

إذا الأيام أغسقت

عنوان الرواية هذا هو، بحدّ ذاته، رمز لمكان كان مضيئاً ثم أخذ يدب فيه الظلام. المكان: جامعة في العراق، والظلام ينتشر في بلد الحضارات ويمتد إلى موقع تدريسها.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
وفي عام1957، طُلب من نوري عبد الرزاق- الذي كان طالبا يدرس مع حياة في جامعة القاهرة - أن يتكلم ساعة كاملة عن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري (والتي اذيعت من محطة الاذاعة المصرية)، فاتصل بـ حياة، ورتب معها منهجاً شيقاً· فكان نوري يتكلم عن منجزات الجواهري، وحياة بدورها تلقي شعراً مندواوين الجواهري· ولاقى المنهج نجاحاًٌ لم يتوقعاه، حتى أن الكاتب الكبير طه حسين، طلب اعادة المنهج في اليوم التالي·(7)
 
عادت حياة ووالدي الى العراق عام 1985، بعد ثورة الرابع عشر من تموز، مع الطلبة والمنفيين الذين كانوا خارج العراق· واستبشر الناس في بداية الثورة، ببداية صفحة جديدة في تاريخ العراق، وانعقدت الآمال والاحلام على عراق يسوده العدل وكل ما ترمز له كلمة الديمقراطية من معان· هذا ما كان يرنو اليه والدي عندما نظم قصيدته بوالدتي في سجن بعقوبة:
 
وراء الغيب خيط من شعــاع
 
سيبزغ، ثم يأخذ بالتدانــــــي
 
أكاد أراه شفافاً نقيـــــــــــاً
 
على رغم الغمائم والدخــــان
 
و ألمحه- وظل الليل يمشي
 
على شفق الصباح الأرجواني
 
و ألمح عنده عيداً عظيمـــــاٌ
 
تطوف به المباهج والتهــاني
 
و تأتلق الحياة به وتغــــدو
 
نعيماً ما له في الدهر ثانـــي
 
و عندئذ يسود الأرض عدل
 
ترفرف فيه أجنحة الأمــــان
 
فلا سجن، ولا إرهاب فيها
 
و لا تخويف للشرف المعـان(8)
 
و لكن في صباح ذلك اليوم الرابع عشر من تموز، سيطر العامة على الشارع، بتشجيع من نائب الرئيس عبد السلام عارف، طالباً اليهم التوجه نحو القصر الملكي، فأدى ذلك الى نهبه وتدميره، وقتل من بداخله وسحلهم في شوارع بغداد·
 
كانت بداية عنيفة ورهيبة، وانتقاماً بشعاً، واصبحت شوارع مدينة بغداد كتلة بشرية واحدة، تتماوج وتتدافع لرؤية جثث عارية معلقة من رؤوسها تحت شمس تموز الحارقة·
 
و لم تمّر إلا بضعة أسابيع حتى ظهر التصدع في جدار الثورة، بسبب المنافسة والصراع على السلطة بين رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ونائبه عبد السلام عارف· واحتضن الديمقراطيون والشيوعيون عبد الكريم قاسم، أما القوميون والبعثيون فاحتضنوا عبد السلام عارف، الذي كان مُسنداً من قبل جمال عبد الناصر· ولعب عبد الناصر دوراً كبيراً في إحداث هذا التصدع، فقد كان يطمح في ضم العراق الى الوحدة القائمة بين سوريا ومصر· وكان معارضاً جداً للاتحاد الفدرالي· وانقسم المجتمع العراقي بين مؤيد للوحدة ومؤيد للاتحاد الفدرالي·

Pages