You are here

قراءة كتاب صورة المرأة في الشعر الأموي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صورة المرأه في الشعر الأموي

صورة المرأة في الشعر الأموي

في كتاب "صورة المرأة في الشعر الأموي"، تقول د. أمل نصير في مقدمة كتابها الصادر عام 2000، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
بقلم الاستاذ الدكتور هاشم ياغي
 
في هذا البحث الذي نالت به كاتبته السيّدة أمل نصير درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية جهود مبينة مضيئة تخللتها عواطف حارّة جاءت من اهتمام باحثة امرأة بقضايا المرأة في عصر من أهمِّ العصور في تاريخ هذه الأمة العربية، ذلك هو العصر الأموي الذي أُتيح له أن تبنى فيه أقوى دولة ظهرت في تاريخ العرب·
 
ولم تكن هذه العواطف الحارة التي انسابت في ثنايا البحث قادرة على أن تشتط عن الطرائق الأكاديمية، بل إنها ذهبت مذاهبها وهي تأتمر بكثير، بل بكثير جداً من الموضوعية·
 
ولقد جاء هذا البحث يتناول ظروفاً استطاعت أثناءها الدولة الأموية أن تقود عدداً كبيراً من الشعوب والأمم بفضل الفتوح والظلال الجديدة من الدين الجديد، فأتاح ذلك لهذه الدولة أن تضمّ تحت أفيائها الكثير من خيرات الشعوب المفتوحة، وأن تساعد هذه الخبرات على المزج الخصب الواسع بين العرب الفاتحين وبين الأجناس المتعددة، ومن جاء منها من رقيق وسبايا، ومن نوع أُطلق عليه اسم الموالي إطلاقاً نَمَّ عن ذلك الحوار الاجتماعي بين رواسب التركيب القبلي واحتفاله بالأنساب وبين هذا الجانب اللافت من المجتمع الذي ظل يسم الكثيرين ممن تحرروا من رقّهم فوسمهم المجتمع بسمة الانتماء لأصل من أصول القبائل·
 
ولعل مما يدعو القارئ إلى التأمّل في بعض مراحل الحضارات أن يقرأ هذا البحث، وأن يوازن بين تلك المرحلة الجديدة التي التقت فيها حضارات أُمم وشعوب مختلفة الأصول زمن الدولة الأموية وبين هذه المرحلة الحضارية الحاضرة في أيامنا التي يسّرت وسائل الاتصال بين الأمم والحضارات الكثير من فرص اللقاء والكثير من فرص التفاعل· والذي يمر مثلاً بنفور العرب من الزواج بأجنبيات وبإماء حفاظاً على نقاء أصلهم ثم يرى أَنّ بعضا من أحفاد علية القوم كحفيد النبي صلى الله عليه وسلم وحفيد أبي بكر وحفيد عمر (رضي الله عنهم) قد كانوا من طليعة الذين جاءوا من أبناء الجواري، إنما يدعوه هذا الذي يمر به إلى التأمل، بل التأمل الواسع في أمر التقاء الحضارات اجتماعياً وثقافياً وسياسياً·
 
إنّ هذا البحث الخصب الذي يجده القارئ بين يديه الآن قد بذلت فيه كاتبته الدكتورة أمل نصير جهوداً مضيئة سلّطتها على أحوال المرأة في العصر الأموي الخصب وعلى مدى ما أسهمت فيه تلك المرأة من نشاط بارز نعدّه اليوم من أهم جواهر التراث؛ فقد صوّرت الدكتورة أمل نصير المرأة من شعر الشعراء في العصر الأموي صورة متعددة الجوانب، فبدت تلك الجوانب ساطعة الدلالة على شخصية المرأة وشخصية العصر، وشخصيّة التمازج الحضاري، فكان بين يدي هذا البحث صورة المرأة النموذج في عناصرها المادية والمعنوية، وصورة المرأة التي نالت قسطا من ترف الغنائم بفضل الفتوح كالمرأة الحجازية مما أوجد مناخاً ندياً للغزل والغناء والتجديد في الشعر، وكالمرأة ذات الشخصية القوية رغم أنها من بيئة نجدية قبلية كالشاعرة ليلى الأخيلية، وكالمرأة ذات المذهب السياسي والأيدولوجي ممن ظهرن بين نساء الخوارج المحاربات·
 
وما أريد أن الخّص هذا البحث ولا أن أقف بيني وبين صاحبته وآرائها وإنما أُريد أن أُطمئن القارئ أنه سيمر برحلة خصبة موحية حين يقرأ هذا البحث، وحين يذهب متأملاً في كثير من إيحاءاته·

Pages