You are here

قراءة كتاب الأعمال الشعرية 2/1 - نوري الجراح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأعمال الشعرية 2/1 - نوري الجراح

الأعمال الشعرية 2/1 - نوري الجراح

"الأعمال الشعرية 2/1" للكاتب والشاعر السوري نوري الجراح، الصادرة عام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر -بيروت، والتي يقول الشاعر نوري الجراح في مقدمة كتابه:
هل يحقُّ للشاعر أن يتكلم عن شعره؟

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

المقدمة
I

هل يحقُّ للشاعر أن يتكلم عن شعره؟
كم يحقُّ للشاعر أن يتكلم عن تجربته الشعرية، أن يخرج من نفسه وينظر إليها من مَيل آخر، ومن ثم يقدم لنا شهادةً، ضوءً على مسافات في رحلته مع الكلمات، أن يخرج الشاعر من نفسه ليقولها بلغة أخرى غيرَ لغة الشعر·· هل يعني هذا أن قصيدة الشاعر لم تكن كافية، لأنها ليست كلّ صوته؟
أي شك يعتريني، الآن، وأنا أخرج من الشاعر لأتخذ لنفسي موقع المتلصص على نفسه·
***
لطالما اعتبرتُ الفنان شخصاً متطرفاً·· إنه رؤيوي بصوت إنساني· مخيف، بالنسبة إليّ، أن يكون المرء نبويِّاً، كما اقترح بعض شعراء العربية الذين سبقونا إلى كتابة شعر جديد·
والآن، أتساءل بين متسائلين آخرين قاربوا أسئلة مشابهة، إلى أي مدى نحن شعراء مجدِّدون؟ وما الحداثة، وقد حوّلتها خطاباتٌ متناقضةٌ ومتضاربةٌ إلى شيءٍ يشبه العقدةَ مرةً والفوضى مراتٍ؟
وإذا كان الشعر قد تغيّر، فهل تغيّرت الرؤى العميقة المحرّكة للشاعر، والباعثة على الشعر؟ لماذا لا يكفّ الشاعر العربي عن توقّع إمكان لعب دور البطل المتفوِّق على الزمن، بدلاً من أن يكون شخصاً في قرية أو مدينة؟!
أسئلة طالما شغلني التفكير فيها، وحضّني انشغالي بها، أحياناً، على عدم الاكتفاء بقصيدتي·
***
هل أستطيع أن أتكلم عن نفسي دون أن أسقط في فخِّ الانتماء إليها بصورة صارخة، دون أن أتشرنق وأتوارى حيث يبدأ الوجود وينتهي في شخص واحد؟
فلأجرِّب إذن طريقة أخرى، ولتكن رحلة بين مجهول النفس وشمس الورق·

Pages