You are here

قراءة كتاب الكويت من النشأة إلى الإحتلال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكويت من النشأة إلى الإحتلال

الكويت من النشأة إلى الإحتلال

هذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء تتناول في مجموعها تاريخ الكويت السياسي منذ النشأة حتى نهاية العام 2012، ويتحدث هذا الجزء عن الفترة الممتدة من بداية وصول العتوب (آل صباح) إلى القرين (الكويت) في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر إلى ا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

الفصل الأول: العتوب

إننا جميعا من أهل الإسلام، وقد تركنا ديار الروافض
(العتوب، مخاطبين والي البصرة)
قبل اكتشاف الطائرات، وقبل انتشار القطارات، كان الاقتصاد العالمي يعتمد على قدرة القوى الكبرى في السيطرة على الأراضي الشاسعة وما فيها من ثروات، ثم قدرة هذه القوى على تنشيط حركة التجارة البينية من خلال تأمين طرق نقل وإيصال هذه الثروات - أو البضائع - من البائع إلى المشتري، وبطبيعة الحال كانت هذه العملية تشتمل على العديد من المخاطر والصعوبات الأمنية والفنية، فالطرق البرية وعرة ومليئة بقطاع الطرق، ولم تكن الطرق البحرية أقل خطراً بسبب العوامل الجوية وانتشار القرصنة، أيضاً كانت هذه البضائع معرضة للكسر والتلف بسبب سوء التخزين، وبالتالي فقدان جزء من قيمتها عند الوصول إلى الزبائن·
لذلك ارتبطت قوة الدول العظمى بعاملين أساسيين، هما ما تسيطر عليه من أراض وثروات، ومدى قدرتها على تأمين وصولها إلى الأسواق النهائية في الحالة والوقت المناسب، وهذا ما جعلها تسعى إلى نشر أساطيلها البحرية في البحار والمحيطات المختلفة حول العالم بغية السيطرة عليها وتأمين رواج تجارتها، فضلاً عن أن السيطرة على البحار بحد ذاتها كانت أحد مصادر الدخل الوفير لهذه القوى، وهذا ما دفع القوى الأوربية إلى دعم حملات الاستكشافات البحرية لإيجاد أقصر الطرق وأكثرها أماناً لنقل البضائع، فاكتشف الإسبان القارة الأمريكية، واكتشف البرتغال الطريق البحري إلى شبه القارة الهندية في العام 1498·
ومن شبه القارة الهندية، انطلقت الأساطيل البرتغالية للسيطرة على الطرق البحرية الرئيسية الواصلة بين الهند وأوربا، فكان أولها طريق رأس الرجاء الصالح العابر حول القارة الإفريقية وهو الأكثر بعدا والأطول مسافة، وثانيها طريق البحر الأحمر حيث المنافسة الشديدة مع الدولة العثمانية، وثالثها طريق الخليج الفارسي الأقصر من حيث المسافة، والأكثر أماناً بسبب انشغال القوات العثمانية في حروبها مع الدولة الصفوية، بعد نجاح الفرس في احتلال بغداد في العـــام 1508، وهذا ما فتح المجال أمام الأساطيل البرتغالية للسيطرة على الخليج وتأسيس الموانئ البحرية -والوكالات التجارية - في أهم المدن المطلة عليه·
وكانت القبائل العربية تسيطر على أغلب الموانئ الخليجية الواقعة على السواحل العربية والفارسية على حد سواء، أما الفرس فكانوا يسيطرون على المدن الفارسية الداخلية كشيراز وأصفهان، وكان الأمير أجود بن زامل الجبري يسيطر على الأحساء وما يحيط بها من قُرى ومُدن، وفي العام 1534 تمكن العثمانيون من استعادة البصرة وطرد الفرس منها، ثم زحفوا على الأحساء والقطيف في العام 1592، منهين بذلك حكم آل زامل فيها، لكن سيطرة الأتراك على هذه المناطق لم تكن محكمة، فسلمت أمورها إلى القبائل المحلية، وفي البصرة توترت علاقتهم بالأهالي فسلموها إلى العسكري الثري أفراسياب باشا - في العام 1612 - مقابل أربعين ألف غرش، وبعد وفاة أفراسياب حكم البصرة ابنه علي باشا الذي توفي في العام 1650، فحكم البصرة من بعده ابنه حسين باشا الذي قام باحتلال القطيف وأوعز إلى براك بن غرير بن عريعر - زعيم بني خالد -لاحتلال الأحساء في العام 1663، إلا أن براك استقل بنفسه وأكمل احتلاله الكامل للأحساء وما حولها من مناطق شاسعة في العام1669.
تزامنت هذه الأحداث مع نجاح التحالف البريطاني الهولندي في طرد الأساطيل البرتغالية من الخليج قرابة العام 1651، أما براك بن عريعر فأحكم قبضته على القطيف في العام 1671، وبذلك سيطر على الموانئ التابعة للمدينة، فازدهرت مملكته اقتصادياً وامتد نفوذه من البصرة شمالاً إلى قطر جنوباً، وفي العام 1682 توفي براك وانتقل الحكم من بعده إلى أخيه محمد بن غرير بن عريعر، الذي استمر بدوره في التوسع وشن الغارات هنا وهناك مما دعاه إلى إنشاء قلعة صغيرة في القرين شمال الأحساء لينطلق منها إلى البصرة، وقد توفي محمد في العام 1692، وانتقل الحكم إلى ابنه سعدون بن محمد بن غرير الذي اتسعت فتوحاته حتى وصلت إلىالصحراء الواقعة بين العراق وسوريا·

Pages