You are here

قراءة كتاب التصميم - حقائق وفرضيات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم لغة من لغات العصر الحديث، يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدّة: فكريّة ومعرفيّة وبصرية وفنيّة، ولم يعد التصميم-وفق ذلك التصوّر-محصوراً في آليّات محدودة وجهات مختصّة، بل دخل في تركيب حركة الحياة ووعي الإنسان، وغدا ملمحاً من ملامح الشخصيّة البشريّة، وهي تد

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

المدخل الأول

لم يعد البحث في الوصف الابتدائي كافياً وبات التعمق البحثي مهماً جداً إلى الحد الذي بدونه لا يمكن الوصول إلى اتجاهات ابتكارية في التصميم، ذلك أن التصميم ليس تفريغاً لأشكال وكتل وألوان وخطوط، إنه أكثر من ذلك تماماً، فهو قبل أي شيء واجهة من وجهات البحث الفلسفي وبدونها تبقى النتائج لا تتجاوز المعروفات والتزيينات بوصفها المجرد·
فالمطلوب أكثر بكثير من الذي تحقق في هذا المجال لأن التصميم سيكون بوابة كل الذي سيبدأ في القرن التالي وبذلك فان التصميم سيكون في كل شيء وعليه فإن أشكالاً ستتغير بل وقد تزول وتظهرمبررات وإثباتات تضع الفلسفة لغيرهما على وفق قدرة الإثبات، وفعل الأثر الناتج سيعطي الشكل الجديد حياته، وبالوقت نفسه فإن الأشكال ستبدأ منافستها وسيبقى الأصح والأجدر ولا يقصد هنا الوصف الابتدائي للشكل بل فلسفته أولاً، والعامل الفلسفي المتغير لمن يحمله ومن يستلهمه، ويبدو هنا أهمية العلاقة الثلاثية بين التبرير الطبيعي للشكل بكل توصيفاته وإثباتاته وحال إنجاحه ومكان افتراضه أو اختلافه ونوع تفاعله وتداخله المكاني في الفضاء البيئي مع فاعلية الثابت والمتغير وقدرة إثباته في اختيار زمنه للفعل الناتج منه شكلاً حقيقياً أو افتراضياً مضافاً إليه كل الزمن المستقر فيه أو المغادر منه تعبيراً عن مراحل طويلة أو متقاربة أو متباعدة، ويمكن أن نطلق عليه انفجاراً زمنياً داخلياً في الإنسان المصمم ليغادرنا هذا الإنفجار تعبيراً شكلياً وكتلياً افتراضياً واختيارياً للمنطقة (البوصلة) التي تثبت مظهريته فلسفياً وهي تمتلك القدر الشرطي لتحقيق المنافسة المكانية والمنافسة الزمنية لغيرها من ناتج التعبير لأشكال أخرى، ولا ننسى أن كل ذلك يرتبط بشرطية المتلقي والاستلام للإنسان الثاني وعند هذه الحالة سيكون التحديد القراري للمصمم وهل أن وقع الحدث (الشكلي، الكتلة)· كما صممها أم حصل غير ذلك؟ وعند غير ذلك ما الذي اجتاز الاحتمالية المقررة؟ أو اجتاز التنبؤ السابق لحدث الشكل أو الكتلة؟ لأن من غير المنطقي ألا تكون الاحتمالية حاضرة في عقل المصمم للقرن التالي وستكون مميزة وأنها هي التي ستقرر الناتج المظهري، وهل أن ذلك سار بالاتجاه الصحيح أم غير ذلك!
ومن هنا نرى أهمية البحث خارج الدائرة المخصصة وصفياً للمصمم· إن دائرة الفعل ليس لها مركز بل يجب أن تكون لها مراكز عدة تمتد أقطارها إلى أبعد من محيطها وتستحدث محيطات متنوعة محسوسة ومدركة، وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة الآن ولاحقاً، مستوعبة كل الأفعال الاجتماعية والتحديثية والتجريدية، ليس من خلال المظهر الأحادي المجرد لمصممات وإنما في المظاهر المحتملة·
إنّ ابتكار الحاجة الجديدة والوظائف الجديدة بل والآلية الجديدة يحتاج إلى آلية جديدة مبتكرة لأن آليات الجسم البشري الفاعلة في هذا القرن هي غيرها في القرن الذي سبقه نسبياً!! نرى الابتكارات تحصر في المظهر حيث أننا نرى أن الابتكار يجتمع في الحاجة الوظيفة والآلية مع المظهر، وعلينا أن نتصور وبكل وضوح أن متغيرات في التشغيل الآلي في أجسامنا ستحدث وقد يكون اتجاهها نحو الأحسن أو الأسوأ صحياً وعلينا أن نعرف أن أي أداة أو جهاز أو منشأ أكان معمارياً أو صناعياً يفرض آلية محددة وبموجب زمن محدد وأنه بحاجة إلى استهلاك حراري محدد أو أية طاقة أخرى، وهكذا فإن من المحتمل في القرن التالي أن الكثير من التشغيل الآلي الجديد لأجسامنا سيحدث ولذلك فان الوظائفية الجديدة محتملة من أصل الوظائفية التي نصممها، نعم نقول إن المصمم هو في تصميم الوظيفة وهي التي جزء من إبداعها وليس المظهرية الداخلية أو الخارجية كما ذكرنا سابقاً، إن التداخل في هذه الثلاثية منطقي ويفرض التعمق البحثي فيه وذلك هو الشكل، وفعله، ومتلقيه لذا فإن المهام هي الجيدي في كل شيء تصميم وهذا الجديد يفرض القدرة الواجبة بحثياً إلى الحد الذي يبقى الفكر التصميمي متقدماً وسباقاً لماديات التصميم، وحيث تكون الفكرة متقدمة فإن الماديات التصميمية المتحققة تنتظر الابتكار الإضافي بل إن ذلك يقودنا إلى القول أن أي ابتكار تصميمي يجب أن يكون (ماضياً) وقديماً وقد تقول متأخراً لكي يكون الهدف هو الإضافة اللانهائية للتصميم ونظرياته وقوانينه ونظامه التي لم تعد (حركة وسكوناً ووظيفة وشكلاً وانفتاحاً وانغلاقاً فحسب)·
بل هي أبعد من ذلك أي (ما قبل السكون وما بعد الحركة بل الثلاثة ماذا سيكون بعد الشكل!··· وإذا كان شكلاً فهل أن التشكيل ذاته سيكون هدفه السابق وهدفه اللاحق ·· وماذا ستكون توصيفاته وهل يرتبط ذلك بالأداء الإنساني المحتمل وضمن الزمن المحدد أم سيكون في اتجاه زمني لا تحقق فيه الذات فعلاً فيزيائياً؟!)·
لذلك فإن التفكير في إنجاز ما لم ينجز في تحقيق (الذروة التخيلية) يجب أن يكون قرين المصمم· وعندها سيكون الهدف هو ما بعد ماديات التصميم· وعندما نقول ما بعد الماديات التصميم نكون قد وصفنا الشكل قبل ذاتنا وفي ذلك تكمن قدرة السيطرة عليه وإنتاج الأفعال منه، بل وفيه وأن يكون طائعاً للمصمم ولا يكون المصمم مطيعاً له! ··· ومن هذا المنطلق فإن الزمن سيكون في أسبقيته خاضعاً لشرطية الشكل الذي تصممه وهذه الحالة تبدو مستحيلة ولكن بدون أن تضع المصمم في إدراك ما ذكرنا فإن الإضافة الابتكارية ستكون بطيئة وقد تكون قليلة أيضاً·

Pages