You are here

$7.99
شعاع من السيرة النبوية في العهد المكي

شعاع من السيرة النبوية في العهد المكي

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-9957-77-020-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

Overview

كتاب " شعاع من السيرة النبوية في العهد المكي " ، تأليف د . راجح عبد الحميد كردي ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
 إن كلَّ مظهر من مظاهر الإصلاح في تاريخ البشرية ، وكلَّ نور أشعَّ على فضيلة من الفضائل، إنما هو بفضل الله تعالى، فيما أنزله على رسله وأنبيائه، وبما قام به هؤلاء الأنبياء والرسل من السلوك الطيب، الداعي إلى الله، في سيرة حسنة، وطريقة سديدة.
ولقد عبثت يد الأيام بكل مخلفات دعاة الإصلاح البشري المقطوع عن أصل الرسالات السماوية، وبتعبير أدق الإلهية، كما عبثت أهواء البشر بالديانات السماوية قبل الإسلام، فختم الله تعالى أمر النبوات والرسالات برسالة الإسلام، وأرسل بها محمداً عليه الصلاة والسلام نبياً خاتماً ورسولاً رحمة للعالمين. وجعل سيرته مؤدية الغرض الإيماني والعبادي العملي، من دعوة الناس في الأرض كلها إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى قيام الساعة. وضمن الله سبحانه لسيرة محمد من الخصائص والميزات ما لم يضمنه لسير أنبيائه ورسله من قبل، بسبب اختلاف طبيعة دعوته العامة الخالدة الخاتمة، عن رسالاتهم الخاصة في الزمان والمكان والمدعوّين.
ومن ثم لم يُتَح البقاء والدوام إلا لسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام؛ إذ امتازت سيرته بالعموم، والخلود، والواقعية في أحداثها، والشمول والتكامل في فقراتها؛ بحيث جمعت كل ما يكون في حياة الإنسان، وبما يجعلها صالحة للاقتداء، بحيث ترسم للمسلم منهج الحياة بحذافيرها.
وقد وجهنا الله سبحانه لأن تكون عبادته من خلال السيرة العبادية العملية لحياة رسوله ، فقال سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران: 31)، وقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب21)، وقال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر: 7).
ولقد قدّر أصحاب رسول الله سيرة رسولهم، فنقلوها إلى من بعدهم، وجاء التابعون فتلقَّوها ونقلوها إلى تابعيهم..، وهكذا أصبحت تنقل سيرته عليه الصلاة والسلام، وتُروى على أنها أحداث الدين، بكل ما فيها من أقوال، وأعمال، وهدي وسلوك، وجهاد وقتال، حتى كان الفصل لأقواله وأفعاله وتقريراته في كتب الحديث عن سيرته الشخصية وغزواته، حينما بدأ تدوين كتب السنة، وبقيت بعد ذلك روايات السيرة بمفهومها العلمي الذي عرف بالسيرة النبوية أو المغازي والسير.
ولا بد أن نعيد إلى الأذهان أن السيرة بمفهومها العام قبل التقسيمات العلمية لها- سنة وسيرة- أو مغازي وسير- تشمل كتب السنة وكتب السير. ولهذا تتسم بالكمال والتكامل والشمول والحيوية.
وكان الداعي إلى مثل هذا الفصل هو حاجة المسلمين لروايات الحديث في نطاق الأحكام والاستدلال الفقهي حين طلب من ابن شهاب الزهري، ثم من الإمام مالك تدوين ما يحفظان من الحديث النبوي الشريف، ثم فتح الباب لتدوين السنة النبوية في كتب السنة من موطآت وصحاح وسنن ومسانيد ومعاجم وأحاديث أحكام، وعدّوا ما بقي بعد ذلك-مما سمي بالسيرة- أموراً شخصية أو عامة، أو غزوات يرجع إليها المسلم بصدد إنماء العلاقة بين المسلمين وبين رسولهم ؛ لمعرفة شخصيته، وإذكاء حُبّه في نفوس المسلمين، وتربية أجيالهم على الاقتداء به في بناء شخصيات الأمة على الجهاد الذي يحيي الأمة المسلمة، ويصنع شبابها على الرجولة وحماية الأمة والدين والأوطان، ونشر كلمة لا اله إلا الله في الأرض. وأبرزوا فيها ما سبق ولادته عليه الصلاة والسلام من الأحداث، وما تلاها، ثم بعثته إلى الناس، ودعوته لقومه وصبره على أذاهم، ثم هجرته وما تلاها من تركيز على غزواته وجهاده..إلى انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
ولقد كانت طريقتهم في هذا سردية تاريخية. ولا تعني كلمة السردية أو التاريخية أنها منهج تاريخي لا يقترب من التحليل؛ ذلك أن سرد حادثة دون أخرى أو التركيز في السرد على أمور معينة دون أمور أخرى تجد فيه رائحة المنهج التحليلي. وعلى سبيل المثال؛ إذا دخلت العهد المدني، لا تكاد تجد في السيرة إلا الغزوات، غزوة تلو أخرى، مع أن الحياة المدنية، حياة التشريع، واكتمال النضج للأمة والمنهج، والتربية للأمة في ظل دولة ذات دستور وفلسفة واضحة، وأجهزة للحكم والتوجيه والإعلام، والسياسة والاقتصاد والاجتماع، فما معنى التركيز إذن على الغزوات ينقلها الجيل بعد الجيل في ظل دولة مسلمة؟ إنه وضوح فلسفة الجهاد، ومنهج بعث روح الجهاد، ذروة سنام الدعوة في نفوس الأجيال، ومن ثم كان السلف يُحفِّظون أولادهم المغازي والسير كما يحفظونهم السورة من القرآن الكريم. وهذا منهج تحليلي دون أن يعلن عن نفسه.