أنت هنا

$3.99
التوحيد في تطوره التاريخي

التوحيد في تطوره التاريخي

المؤلف:

5
Average: 5 (2 votes)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

لقد قررت إعادة طباعة كتابي "التوحيد في تطوره التاريخي" التوحيد يمان وما كنت أعلم أن هذه التسمية ستصبح واقعاً بإرادة الله، وبعد ما أحدثه جلّ وعلا من متغيرات في وجداني في لحظات، وفي ليلة جليلة مباركة، صحوت على أثرها وأنا إنسان آخر، وكانت لدي الشجاعة الكافية التي نفحها الله فيّ لأن انتقد نفسي وقد فعلت ذلك أمام طلبتي في جامعة عدن عام 1982م. حين عدت من سفرتي المباركة لبلاد المغرب، وكان لا بدّ أن أعيد النظر في الكتاب. فأتى التعديل بفكرة جديدة، وهي لا بدّ من إيجاد لغة واحدة تجمع بين الفكر المثالي والمادي فالأول يعيد كل إيمان ومعرفة إلى الإرادة الإلهية ولا يهتم بتحليل الواقع فالحكم عنده من النظرة الأولى، يؤمن أو لا يؤمن، والموضوع يخدم الدين أو لا يخدمه أي أنه لا يرى غير أحد اللونين. أما الفكر المادي فإنه يأخذ كل أمر بالتحليل والمناقشة ولا يرجع الفكرة إلى القوى الخارجة عن الواقع المادي، كل شيء هنا في الأرض. صحيح أن كل شيء هو في الأرض ولكن أليس له رجع في السماء، وما من شيء في السماء ألا وأتى تبيانه في الأرض بإرادة إلهية. إذن لماذا لا نستخدم التحليل ثم لنرى مدى العلاقة القائمة بين الأرض (الحدث) والسماء (المتسببة به) أو (المحدثة له) وتوصلت إلى قناعة أن كل منهما يكمل الآخر فلما لا تنتهي الخصومة بينهما، وإن كانت هناك خصومة فهي بين الفكر والتطرف في الفكر الآخر. أي أنه يجوز للفكر المادي أن يحلل ويناقش، ويجوز للفكر المثالي أن يرجع الفكرة أو الإيمان بها إلى القوى الغيبية.
في هذا الكتاب عرض لوجهتي النظر المختلفتين وقد تناولتا موضوعاً واحداً في غاية الأهمية بالنسبة للفكر الإنساني بصورة عامة والفكر العربي على وجه الخصوص، ألا وهو موضوع التوحيد والموحدين الأول. وتُمثل الأولى وجهة النظر المثالية التي اعتمدت في مناقشتها هذا الموضوع على الكتب المقدسة ورفدت معلوماتها بأخبار الإخباريين والروائيين الأول، وارتبطت وجهة النظر هذه بفئة معينة من الناس تداولت ومازالت تتداول قضايا التاريخ وفي مقدمتها موضوع بحثنا بقدسية متناهية رفضت معها أي جدل أو نقاش، متهمة كل محاولة بحث مخالفة لها بالخروج والمروق والزندقة، حاملة في يدها ترسها التاريخي وحجتها الكبرى: الكتب المقدسة، جامعة حولها المؤمنين على اختلاف أديانهم من يهود ونصارى ومسلمين. بل ولقد انطلقت تعالج كل قضايا التاريخ من وجهة نظر الكتب المقدسة، ذلك أنها قد شكلت بالنسبة لها الخلفية التاريخية والفكرية والوجدانية.

(من مقدمة المؤلفة)