أنت هنا

$5.99
الدومري حكايا شعبية من حي الصالحية

الدومري حكايا شعبية من حي الصالحية

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2011

isbn:

978-9933-456-33-7
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

أدركت أن للحكاية في حياة الطفل سحراً تربوياً كبيراً وفائدة تعليمية لا تبارى. فهي تنمي خيال الأطفال وتصقل نفوسهم وترهف أحاسيسهم. فحينما يسمع الطفل حكاية من حكايات الماضي تناسب سنه وتشبع تطلعاته وترضي هواه، ولا سيما إذا كان من يسردها عليه راوياً مبدعاً أو راوية عذبة الحديث حلوة الأسلوب. غالباً ما يندمج هذا الطفل في أحداث القصة التي يسمعها ويُقحم نفسه بين ثناياها فيتخيل شخصيات الحكاية ويضع لكل منها في ذهنه صورة تتفق مع خياله وتناسب القصة التي يسمعها. فإذا كان هذا الطفل ذا خيال خصب، يتقمص إحدى الشخصيات التي أحبها أو التي تلائم وضعه الجسدي أو حالته النفسية، فالصبي مثلاً يستمع إلى حكاية «الشاطر حسن» فيتصور نفسه أنه هو الشاطر حسن والبنت التي تستمع إلى حكاية «الأميرة ست البدور» غالباً ما تتخيل نفسها أنها هي الأميرة ست البدور.
وهكذا يعيش الأطفال أحداث الحكايات التي يسمعونها ويتعايشون مع شخصياتها، فتتحول الحكاية في مخيلتهم إلى فيلم رائع الإخراج، يتنقلون مع أبطاله في البراري والسهول.. يصعدون الجبال معهم ويهبطون الوديان.. يحاكون العصافير ويمتطون الأحصنة المجنحة ويسابقون الطيور على بساط الريح.. يغوصون مع الأسماك أعماق البحار ويعتلون ظهور التماسيح ويقفزون مع الضفادع فوق المروج.. يدخلون أجمل القصور الأسطورية بطاقية الإخفاء السحرية ويقتحمون بها أعتى القلاع وأمنع الحصون، فيلعبون مع الأقزام ويصارعون العمالقة فيجندلونَهم بأيديهم الصغيرة وسواعدهم الغضة ذات القوة الخارقة.
وهكذا تسهم الأم بحكاياتها «من حيث تدري أو لا تدري» في صنع أجيال المستقبل، فترضعهم مع حليبها الحب والحنان وعمل الخير، والعكس صحيح إذا أساءت الأم الاختيار وأخطأت في التوجيه. وأخيراً نستطيع القول: إن للحكايات الجيدة المنتقى، المدروسة القصد والهدف، الحسنة الحبكة والسرد والتوجيه، سحراً تربوياً كبيراً نستطيع أن ننشئ بواسطته جيلاً خلاقاً بأفكاره، مبدعاً بإنتاجه، شجاعاً جسوراً بخطواته. وهكذا بدءاً من حكاية الأم لأبنائها وهم في مهدهم تغذيهم مع حليبها المزايا الجيدة والصفات الحميدة والخصال الحسنة، وانتهاءً بالحكاية المسموعة أو القصة المقروءة أو المرئية، يمكننا أن نعلم أبناءنا: الصدق والأمانة والإقدام والمروءة والصبر والجلد والعزم والتصْميم والطاعة حتى النظام والنظافة والترتيب فلكل من هذه المزايا حكايات فلننتق منها ما يفيد، ولنأخذ من بينها الهادف والمناسب.

(من مقدمة الكاتب)