أنت هنا

$7.99
تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تاريخ شرق الأردن وقبائلها

المؤلف:

2.5
Average: 2.5 (2 votes)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

لا شك أن شرقي الأردن آهلة بالسكان منذ أزمنة عريقة في القِدَم، وإن لم يزل قسم كبير من تاريخها القديم مجهولاً. فوفرة الآثار وانتشار بقايا ما قبل التاريخ التي اكتشفها وصوّرها من الجو الجروب كابتن ريز Group Captain Rees V.C., A.D.C...etc. من قوة الطيران الملكية لَدليل قاطع وبرهان ساطع على أن الإنسان قد عاش في هذه البلاد منذ آلاف السنين.

ويكاد لا يكون هناك ذكر للبلاد التي تُعرف الآن بشرقي الأردن في التاريخ الذي خلفته الإمبراطوريات العظمى التي نهضت بين أيام فراعنة مصر الأولين وخروج الإسرائيليين. فالجيوش المصرية والحثية والآشورية في اجتياحها سوريا وفلسطين كانت تتبع طريقاً واحدة معينة مبتعدة عن سلسلة الجبال التي تمتد غربي شرقي الأردن. لكن يجب أن لا يذهب بنا الظن إلى أن بناة الإمبراطوريات القديمة كانوا عماة عن الحقيقة الراهنة التي أدركها سياسيو العصر الحاضر، وهي أن الأمن والسلام في سوريا وفلسطين وسيناء متوقفان على أحوال شرقي الأردن وشؤونها ودرجة استقرارها. ومن المحتمل أيضاً أن رجال الحرب القدماء كانوا يعلمون أنه حين تكون سوريا وفلسطين في قبضتهم يسهل الاستيلاء على شرقي الأردن من الجهة الشمالية المفتوحة الأبواب، ومع ذلك لا يمكن الجزم إلى أي حد فتح حكام سوريا وفلسطين هذه البلاد أو خضعت لسلطانهم لندرة ما اكتُشف من آثارها حتى الآن.

ومع أننا نتخبط تخبطاً عشوائياً في ضبط تاريخ شرقي الأردن قبل عام 1200 ق.م.، لكن الأمل وطيد أن لا تكون الوثائق والمعالم التاريخية مفقودة بكاملها، بل إنها في باطن الأرض وتحت الأنقاض وفي الخرائب التي تغطي سطح هذه البلاد تقريباً.

نقدر أن نعين مقدار ما تتطلبه شرقي الأردن من أعمال الحفريات من وفرة الخرائب والطلول المبعثرة هنا وهناك، إذ قلما تخلو قرية مأهولة اليوم من معالم المدنية الغابرة وآثارها.

ومنذ قرن تقريباً ومصر الشاغل الأعظم لعلماء التاريخ والآثار، وقد حولوا جهودهم مؤخراً إلى سوريا وفلسطين والعراق. أما شرقي الأردن التي قلما أصابها نصيب من هذا الاعتناء، لم تزل أرضها بكراً تنتظر معاول الأثريين وجهودهم، وعسى أن لا يطول بها هذا الانتظار.

(فردريك. ج. بيك - عمان في آب / أغسطس 1934)