أنت هنا

$7.99
علي فودة.. شاعر الثورة والحياة

علي فودة.. شاعر الثورة والحياة

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2014
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب "علي فودة.. شاعر الثورة والحياة " ، تأليف نضال القاسم و سليم النجار ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
فتحت الحداثة الشعرية في المشهد الشعري العربي، خلال السبعينيات من القرن الماضي، آفاقاً شكَّل فيها سؤال الهوية الضاغط من برزح العروبة المحضة أطيافاً تواشجت مع حركة الحداثة في الشعر العربي، عبر النزوع إلى صياغة جديدة بلغ منها هدير الخطاب الآيدلوجي ما كان كافياً لتذويب الإبداع بتآكل راهنية الأحداث وأفول أقطابها الرافدة.
وتحاول هذه القراءة لأشعار علي فودة ورواياته أن تستجلي أهمية الشاعر في الواقع الأدبي العربي المعاصر،كما أنها تحاول أن تقدّمه إلى جيلٍ جديد من القرّاء، وأن تتحرر من سطوة الأحكام المسبقة التي انصبّت، في فترةٍ ما، بغزارة على أشعاره ورواياته.
تقع تجربة علي فودة الشعرية في منطقة جمالية خاصة؛ فلطالما كانت مدار أطروحات نقدية في فحص الفضاء الشعري لصاحب «فلسطيني كحدّ السيف»، و«قصائد من عيون امرأة»، و«عواء الذئب»، و«الغجري»، و«منشورات سرية للعشب».
علي فودة شاعر الشارع والتسكع في أزقّة الكلمات التي جعلها تضاريس المدينة التي عاش فيها بدايات تجربته الإبداعية. وعمّان، بجبالها وأزقتها وشوارعها الخلفية، هي مفردته اللغوية التي صاغ منها إبداعاته الشعرية، واحتفى بأمكنتها؛ فكانت عنوان ترحاله بين جبالها السبع التي احتضنت حكاياه، وعشقه المستور بين خفايا الأشرفيّة ووسط البلد.
علي فودة هو ذلك الشاعر الذي اختلف حوله الكثير من الأدباء؛ فمنهم من عدَّهُ شاعراً يبشِّرُ بميلاد مبدعٍ يفجرُّ صمتَ المدينة، ويحرق خمولها، بينما رآهُ آخرون متزيّداً لا أكثر ولا أقل؛ وفي كلتا الحالتين فقد كان علي فودة بركاناً متفجراً، سريعَ الغضب؛ فمواقفه تُعبِّر عمّا في داخله، غير آبهٍ بردود الفعل التي تأتيه من هذا النهر الهادر.
تجوّل الشاعرُ في معالم عمّان، فكان مأمنُ أسراره «أبو علي» صاحب كشك الكتب الأشهر وسط عمان. تلاقيا في أكثر من قصة؛ فبقيت حتى كتابة هذه السطور خافية وغير معروفة؛ فأبو عليّ ما يزال مصرّاً على الاحتفاظ بسرّ صديقه.
تُرى، ماذا كان يدور بين الاثنين؟ هذا ما سيبقى من أسرار عمّان، التي عادةً ما تحتفظ بأسرارها، لكثرة زوّارها وعشّاقها وقاطنيها، فلكلٍّ حكايته. وتبقى عمّان حارسة السرّ السرمديّ لكل من احترف الكلمة، واحترق بكتابتها.
بيروت كانت محطته الثانية؛ هاجر إليها، كما هاجر لعمّان، بعد أن كانت فلسطين مقرّه وحلمه، لكن الحلم على عادته يخون، ويعتاش على اسمه. وفي بيروت تنقَّل بين ثقافة الرصاص وغابة الموت، ووضع من وجوده وردةً تتنقل بين من يريد الحرية، ومن يريد العيش على الحرية. ورغم رقة المكان وحلاوة الأنثى إلا أن طباعَهُ لم تتغير. أما تجربته الشعرية فقد تطورت، وأصبح الحلم الذي خانه في فلسطين حارساً لشعره في بيروت، لكنَّ هذا المتسكع بين المدن العربية لم يعرف أنَّ هذا الحارس ما هو إلا مفتاح قبره المنتظر.
وفي بيروت كتب علي فودة الرواية، فكانت «الفلسطيني الطيب» روايةَ حلمه الفكري والعقائديّ؛ فصاغَ من فقره أملاً لعلّه يجد بين ثنايا السطور وطناً من غير أثرياء، وانتقم منهم في صُوَر روائية تفضح جشعهم؛ فجاءت صُورُه جملةً روائيةً لفكرٍ لا يرى الأثرياء إلا وحوشاً يبيعون كلَّ شيء ولا يعرفون غير التجارة.