أنت هنا

$4.99
الفتاوى الشامية في مسائل النازلة العراقية

الفتاوى الشامية في مسائل النازلة العراقية

0
لا توجد اصوات
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

لما وقعت بالعراق النازلة بتداعي الأحلاف من كل صوب تجاهه, وتساقطت أسواره , واحتلت أراضيه وأمصاره ؛ وتسلل تحت جنح الاحتلال أعداءه وحساده ؛ والنزاع من القبائل قصدوا تجاهه ؛ وقعت -جراء تصادم ذلك كله على أرضه- الفتن المدلهمات , والنوازل المستجدات –واحدة إثر أخرى- ؛ فوقف الحليم فيها حيران ؛ لم يدرك المخرج منها إلا من أعطاه الله نظر الربانيين المستنبطين ؛ فقال فيها كلمة الحق التي كانت السبب في رحمة الخلق .
ذلك أن النوازل المدلهمات ؛ لا يحسن الكلام فيها إلا من آتاه الله ورعا , وعلما , وفهما , وآناة , وبعد نظر , وحرصا على الأمة , وإنصافا من النفس بمعرفة ما لها وما عليها , وتأملا في عواقب الأمور , ومآلات الأفعال ؛ مصداق قوله تعالى [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا] .
ومن تلكم الكلمات ما خرج على لسان أهل العلم في (بلاد الشام) ؛ فانتشرت من ربوع الشام إلى أرجاء المعمورة ؛ فكانت كالمطر حيث وقع أثمر , وحصل به الخير ؛ فانتفع بها –من المسلمين- فئام كثيرة -في داخل العراق وخارجه- ؛ وكانت بركاتها كبركة الأرض التي خرجت منها .
ولهذا جاءت هذه الرسالة جامعة لما تناثر درر أقوالهم , ولامّةً لما تناثر من اختياراتهم , مذيلة بفتاوى غيرهم -ممن وافقهم على قولهم- ممن سار على وفق نهجهم-نهج السلف الصالح- ؛ وهم -بحمد الله- أهل العلم الموثوق بهم .
فكانت هذه الرسالة –على وجازتها- قد حوت درر أقوال أهل العلم السلفيين المعاصرين ؛ ولمّت ما تناثر من بديع أقوالهم عبر الأشرطة والمقالات , ومواقع الإنترنيت على الشبكة العنكبوتية .
فأولى بها أن تعتبر –بحق- خير دليل وبرهان على الموقف الواضح الجلي لمشايخ الدعوة السلفيّة من الطروحات التكفيرية , والممارسات الإرهابية , وإن تلبست بلبوس السلفية –زورا وبهتانا- ؛ فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
فهذه مواقف كبار أعلام هذه الدعوة المباركة -في خصوص بلاد الشام , وعموم أصقاع الأرض- كلها واضحة جلية , لا لبس فيها ؛ ولا يعرف لهم مخالف ممن سار على منهجهم ؛ جميعها تصب في مناكفة الأفكار التكفيرية ونقض شبهاتها ؛ وقاضية بحرمة الممارسات الإرهابية بل والدعوة إلى محاربتها .