أنت هنا

قراءة كتاب حقق الخير في ذاتك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حقق الخير في ذاتك

حقق الخير في ذاتك

كتاب "حقق الخير في ذاتك" لمؤلفته شيري أريسون هو امتداد طبيعيّ لكتابها الرائج على الصعيد العالميّ تصف شيري من خلاله تجاربها الاستثنائيّة وكيفيّة دمج قوّة عمل الخير في كلّ مفاهيم حياتها وعملها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: شيري أريسون
الصفحة رقم: 7
تطوير وعي ذاتيّ بواسطة التأمّل الداخليّ 
 
هناك طرق كثيرة تحدثت عنها بإسهاب في كتابي الأوّل لنفض طبقات الطاقة السلبيّة. هناك الكثير من كتب المساعدة الذاتية وكتب «العصر الجديد» التي تفصّل طرقا مختلفة ممكنة. وأدركت بأنّ أفضل مكان نبدأ منه هو التأمّل الداخليّ. فهذا يفي بالغرض. ليست هذه الطريقة سريعة أو سهلة، غير أنّها ناجعة. عندما تعرفون كيف ترون وتحبّون أنفسكم على حقيقتها تمامًا، عندما تتواصلون مع ما تريدون حقًّا، يصبح عمل الخير من أجل أنفسكم طبيعة ثانية.
 
الخطوة الأولى هي الوعي الذاتيّ، لذا كونوا صريحين وصادقين مع أنفسكم قدر الإمكان. لا تحكموا على أنفسكم ولا تؤنّبوها – ولا تؤنّبوا أيّ إنسان آخر– بسبب نواقصكم أو بسبب حالات خلل وجدتموها بأنفسكم. بدون أعذار. ومن ثمّ اسألوا أنفسكم، «بماذا أشعر الآن؟». دعوا مشاعركم تطفو على السطح وعبّروا عنها بإيجابيّة. عندما تتحرّرون منها يمكنكم فحص الأمور التي تريدونها في حياتكم حقًّا بصورة أعمق.
 
أعرف جيّدًا مدى صعوبة تنفيذ ذلك. كنت أقول مرارًا، «غدًا سوف أبدأ الريجيم»، ولم يحدث ذلك. وكنت اسمع أصدقائي يقولون مرارًا: «سأتوقف عن التدخين، «لكنهم لم ينجحوا. ولا بأس في ذلك. وقد واصلوا في نفض الطبقات التي تمنعكم من اختيار الأمور الإيجابيّة.  واصلوا التركيز على ما تبغون، ووجّهوا نداء طاهرًا من أعماق قلوبكم إلى شيء أسمى منكم. هذا هو الله بالنسبة لي، وقد تكون تلك قوّة عليا، أو الكون بالنسبة لشخص آخر. قرّروا ما يناسبكم. لكن تذكّروا أنْ تطلبوا شيئًا جيّدًا. 
 
إليكم بعض الأمثلة من طرق التأمّل الداخليّ. هناك طريقة الجلوس بصمت والتركيز على التنفّس وتهدئة الدماغ وترك المشاعر تتصاعد في جسدكم. واصلوا أخذ النفس العميق، ركّزوا في كلّ نفس، واسألوا أنفسكم، «بماذا أحسّ؟» يجب أن تكونوا مدركين لمشاعركم، أن تعيشوها، ومن ثمّ حرّروها بالبكاء، الصراخ، أو حتّى بكتابة مفكّرة. استعملوا أيّ طريقة تناسبكم. الأهم هو أن تعترفوا بمشاعركم وتحرّروها، أن تنفضوا طبقات الطاقة السلبيّة المتراكمة لديكم. لكن تذكّروا، فإنّ هذه العمليّة هي لكم أنتم فقط، لأنفسكم. لا تفرّغوا هذه المشاعر على شخص آخر.
 
هناك إمكانيّة أخرى للتأمل الداخليّ وهي أن تتأمّلوا أنفسكم بالمرآة. تأمّلوا عيونكم بعمق. ماذا تقول لكم؟ هل هي حزينة؟ إذا لاحظتم فيها الحزن فاختاروا السعادة بوعي. ربّما يكون هذا غريبًا بالنسبة لكم في البداية، لكن واصلوا ذلك. ركّزوا، خذوا نفسًا عميقًا، حدّقوا داخل عيونكم، وأصغوا للرسالة الكامنة في أرواحكم. تحلّوا بالتروّي، فبعد تدريبات قليلة ستتوصّلون لنتائج.
 
حسب تجربتي، عندما تحبّون أنفسكم حقًّا وتقبلون أنفسكم بصورة كاملة، ستبدأون في اتخاذ قرارات أفضل. ضعوا حدودًا صحّيّة لحماية أنفسكم من السلبيّة حولكم، ستبدأون في الإحساس برأفة أكبر تجاه الغير، وسيتوسّع حبّكم كالموج إلى كلّ العالم بطرق مدهشة. 
 
نفض الطاقة التي لم تعودوا بحاجة لها، طبقة تلو أخرى، هو أشبه بتنظيف طبقات من قاذورات تغطّي لؤلؤتكم الداخليّة التي تمكّن ماهيّتكم الحقيقيّة من البزوغ. لن تستطيعوا الاكتفاء بتنظيفها مرّة واحدة ولا بدّ من إجراء حملة تنظيف عدّة مرّات، لأنّ الطبقات التي تعيقكم تراكمت، على الأرجح، خلال سنوات طويلة. من المحتمل أن تندفع إلى السطح طبقات جديدة حين تعتقدون بأنّكم انتهيتم من العمليّة. هذا ما حدث لي أنا شخصيًّا، ويمكنني أن أتقبل الآن الحقيقة التي ترى بأن التأمّل الداخليّ وتنظيف الطاقة تحوّلا إلى جزء لا يتجزّأ من نمط حياتي.
 
من المحتمل أن تكتشفوا خلال عمليّة التأمّل الداخليّ أمورًا لا تعجبكم في أنفسكم – لكن، لا تحاربوها، لأنّكم من خلال ذلك ستتسبّبون في الاعتراض، إذ تؤدي القوّة إلى مزيد من القوّة. لذا، تقبّلوا كلّ الأمور التي تظهر فجأة، سواء نالت إعجابكم أم لا. فلن تتمكّنوا من تحريرها إلا عندما تتقبّلونها.

الصفحات