أنت هنا

قراءة كتاب الأمواج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمواج

الأمواج

رواية الأمواج التي نقدمها بالعربية الآن للقراء كانت قد صدرت في عام 1931 فاعتبرها النقاد تحدياً للقراء لأنها كلها مكتوبة بلغة شاعرية مرهفة، حتى أن بعض هؤلاء النقاد قال إن الرواية بأسرها هي بمثابة قصيدة شعرية طويلة· كانت فرجينيا وولف تصاب بالجنون بين فترة وأخ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
قالت سوزان رأيتها تقبله· نظرتُ من بين الأوراق ورأيتها، كانت فرحة مرحة وقد تناثر عليها ماس رقيق بخفة الغبار، وأنا مربوعة القامة، يا برنارد، أنا قصيرة، لديّ عينان تنظران نظراً ثاقباً في الأرض وتريان الحشرات في الحشائش· الدفء الأصفر في جنبي أمسى حجراً حين رأيت جيني تقبل لويس· سآكل الحشرات وأموت في حفرة في الماء البني اللون حيث تعفنت الأوراق الميتة
 
قال برنارد رأيتك تذهبين، وعندما مررت من باب سقفية الأدوات سمعتك تندبين حظك قائلة: أنا تعيسة· وضعت سكيني جانباً· كنت أصنع الزوارق من خشب الوقود مع نيفيل· وشعري غير مصفف، إذ حين قالت لي السيدة كونستابل أن أمشّطه كانت هناك ذبابة في بيت العنكبوت، فتساءلت: هل أحرر الذبابة؟ أم أدعها تلتقم؟ لذا فإني أتأخر دائماً· شعري غير ممشط، وهذه الجذاذات من الخشب تلتصق به· حينما سمعتك تبكين تبعتك، فرأيتك تضعين على الأرض منديلك، مكوّراً، معقوداً فيه غضبه وكراهيتك· لكن هذا سرعان ما سينتهي· إن جسدينا قريبان الآن· أنت تسمعينني أتنفس، أنت ترين الخنفساء أيضاً تحمل ورقة على ظهرها· إنها تجري من هنا، ثم من هناك، وهكذا لحتى رغبتك، وأنت تراقبين الخنفساء، رغبتك بامتلاك شيء واحد بعينه (وهو لويس الآن) لا بد أن ترتعش كالضياء يدخل ويخرج من أوراق شجر الزان؛ وعندئذٍ فالكلمات التي تدور قاتمة في أعماق رأسك، ستمزق عقدة الشدّة هذه المكوّرة في منديلك
 
قالت سوزان أنا أحب وأكره· ولا أشتهي إلا شيئاً واحداً· عيناي جامدتان· عينا جيني تشعان بألف ضياء· عينا رودا هما كتلك الأزهار الشاحبة التي تأتيها الفراشات في الأصيل· عيناك تغدوان مليئتان ومترعتان· لكني حزمت أمري أصلاً على ما أريد· إني أرى حشرات في الحشائش· ومع أن أمي لم تزل تحيك لي جوارب بيضاء وتخيط لي صدارات وإني أنا طفلة، فأنا أحب وأكره
 
قال برنارد لكننا حين نجلس معاً، على قربٍ، يذوب أحدنا بالآخر بما نقوله من كلام· إننا يحفنا الغبش· نحن نصنع إقليماً وهمياً غير ملموس
 
قالت سوزان إني أرى الخنفساء، أراها سوداء؛ أراها خضراء؛ أنا تغلّني ألفاظ محدودة منفردة· لكنك تجوب الآفاق؛ أنت تنسل منطلقاً؛ أنت تتسامى إلى الأعلى، بألفاظٍ وألفاظٍ تفيض جملاً
 
قال برنارد الآن، فلنستكشف· ها هو البيت الأبيض يستقر بين الأشجار، إنه يجثم هناك بعيداًَ جداً تحتنا· سنغوص كالسابحين لا يمسّون الأرض إلا مساً خفيفاً بأطراف أصابع أقدامهم، سنغوص خلال الهواء الأخضر للأوراق، يا سوزان، نغوص إبان ركضنا· الأمواج تطبق علينا، أوراق الزان تتلاقى فوق رؤوسنا، ها هي ساحة الإسطبل بعقاربها المذهبة وهي تلتمع· وتلك هي المسطحات والمرتفعات لسطوح البيت الكبير· ها هو صبي الأسطبل يقعقع في الفناء بجزمة مطاطية· تلك هي إلفيدون Elvedon·

الصفحات