أنت هنا

قراءة كتاب الأمواج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمواج

الأمواج

رواية الأمواج التي نقدمها بالعربية الآن للقراء كانت قد صدرت في عام 1931 فاعتبرها النقاد تحدياً للقراء لأنها كلها مكتوبة بلغة شاعرية مرهفة، حتى أن بعض هؤلاء النقاد قال إن الرواية بأسرها هي بمثابة قصيدة شعرية طويلة· كانت فرجينيا وولف تصاب بالجنون بين فترة وأخ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
الآن سقطنا من خلال رؤوس الأشجار إلى الأرض، لم يعد الهواء يدحرج أمواجه الأرجوانية الطويلة، الشقية، من فوقنا· إننا نلمس البسيطة؛ إننا نطأ الأرض· ها هو سياج الوشيع  المقصوص جيداً لجنينة السيدات· هنالك يمشين في الظهيرة، بالمقاصيص، يقطعن الورد· نحن الآن في الغاب المحوّط والجدار حواليه· هذه هي قرية إلفيدون· لقد رأيت علامات في تقاطع الطرق بسهم واحد يؤشر: إلى إلفيدون· ما من أحد ذهب إلى هناك· نباتات السَّرخس تفوح برائحة قوية جداً، وهناك فطريات حمر تنمو تحتها· نحن الآن نوقظ الفجر النائم الذي لم ير بشراً من قبل قط؛ نحن الآن ندوس على عفص البلوط العفن من التقادم وتنزلق عليه الأقدام· ثمة جدار مدور يحيط بهذا الغاب؛ لا أحد يأتي إلى هنا· إسمعي! هذا صوت ضفدع عظيم يرتطم بين الشجيرات؛ هذا صوت شجرة فرّ بدائية تسقط لتتعفن بين السرخس· 
 
ضعي قدمك على هذه الآجرّة· انظري من فوق الجدار· تلك هي قرية إيلفيدون· السيدة تجلس بين نافذتين كبيرتين، تكتب· البستانيون يكنسون ساحة العشب الخضراء بمكانس هائلة الحجم· نحن أول من أتى إلى هنا· نحن مكتشفا أرضٍ مجهولة· لا تتململي؛ إذا رآنا البستانيون فسيطلقون علينا النار· سنُدق بالمسامير كالثعالب ذات الفراء على باب الإسطبل· انظري! لا تتحركي· امسكي نباتات السرخس بقوة في أعلى الجدار
 
قالت سوزان  إني أرى السيدة تكتب· أرى البستانيين يكنسون، لو أننا متنا هنا، فما من أحدٍِ سيدفننا 
 
قال برنارد اركضي! اركضي! رآنا البستاني ذو اللحية السوداء! ستطلق علينا النار! سنقتل كالطيور الملونة ونعلّق على الجدار! إننا في بلاد معادية، يجب أن ننجو فراراً إلى غابة الزان· يجب أن نختبئ تحت الأشجار، لقد قلبت غصناً وأنا قادم· هناك درب سري· إنحني إلى أقصى ما تستطيعين، إمش من دون أن تنظري إلى الخلف، سيظنون أننا ثعالب· اركضي!
 
نحن الآن آمنين· بوسعنا الآن الوقوف منتصبين مرة أخرى، بوسعنا الآن أن نمدّ أذرعنا في هذا العريش العالي، في هذه الغابة الشاسعة· إني لا أسمع شيئاً· ما هذه سوى غمغمة الأمواج في الهواء· هذه هي الحمامة ذات الطوق تبحث عن مخبأ في أعالي أشجار الزان· الحمامة تضرب بجناحيها الهواء؛ الحمامة تضرب الهواء بجناحين متيبّسين
 
قالت سوزان أنت الآن تتدلى بعيداً، تؤلف جملاً· أنت الآن تتصاعد كخيط المنطاد، أعلى فأعلى خلال طبقات من الأوراق، بعيداً عن متناول اليد· أنت الآن تتباطأ· أنت الآن تجر بتنورتي، وتنظر إلى الخلف، تؤلف جملاً· لقد أفلتَّ مني، ها هي الجنينة، ها هو سياج الوشيع, ها هي رودا على الدرب تهدهد التويجات يميناً وشمالً في طاستها البنية

الصفحات