أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها  دراســة تحليليــة

الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
3. الإسلام دين الفطرة:
 
إن الإسلام هو دين الفطرة السليمة التي فطر الله عز وجل الناس عليها … وبفضل الله وحفظه لها أتت سليمة من أي تشويه أو تحريف .. فلا حاخامات أضافت من عندها نصوصاً عليها… ولا رجال دين زادوا أو حذفوا منها.. ولا كنائس أدخلت لمصلحتها أسراراً عليها.. فجاء بسيطاً من غير تعقيد … وواضحاً من غير غموض … فلا يتطلب الإسلام من المسلم إلا أن يعتقد باله واحد لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك.. وان لكل إنسان ما سعى … فلا يتحمل وزر خطيئة أو ذنب اقترفه غيره .. ففي سورة الفرقان جاء قوله تعالى في وحدانيته دون ولد أو شريك : " الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك " .. وفي سورة البقرة ورد قوله عز وجل حول مفهوم الايمان في الاسلام : " آمن الرسول بما أنزل إليه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله " .
 
أنظر إلى هذه البساطة والوضوح مقارنة بحياة الصراع الدائم بين إله الخير وإله الشر كما في العقيدة الوثنية عند المجوسيين ... أو بتعقيد وغموض النصرانية القائمة على مجموعة أسرار لا يدركها أو يعقلها العقل لذا فتطلب الكنيسة من أتباعها الإيمان بها دون محاولة فهمها ... أو باعتمادها فكرة الوساطة بين الله وعباده.. فيقوم بهذه الوساطة أحد رجال الدين عندهم .
 
أرأيت كيف أقحموا أنفسهم في تعاليم النصرانية لأغراض لا علاقة لها إلا بمصلحة الكنيسة ورجالاتها ... و إلا فهل يعقل أن الله العليم بكل شيء .. والعليم بذات الصدور يطلب وسيطاً بينه وبين أحد من عباده ... وانظر بالمقابل إلى نظرة الإسلام في هذا الشأن .. ففيه يتجه المسلم إلى الله مباشرة بعقله وقلبه ويبتهل إليه... رافعاً رجاءه إليه دون وساطة أو تدخل من أحد .. ففي سورة البقرة آية (86) يخاطب عز وجل رسوله الكريم (ص) بالقول : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " .
 
وأخيراً أُنظر إلى الفكرة التالية التي تعتمدها النصرانية وهي أم الأثامي .. ألا وهي فكرة الخطيئة التي يتحملها الإنسان ومنذ ولادته وارثاً إياها من خطيئة آدم الأولى عندما عصى ربه وأكل من الشجرة المحرمة .. وبذا فهو مطالب بالإيمان بعقيدة الصلب والفداء ... أي صلب السيد المسيح الإله فداءً عن البشر مما لحقهم من خطيئة أبيهم آدم عليه السلام ... فانظر وتبصر كيف يمكن أن يستسيغ عقل بأن الإله (المسيح) كما زعموا يمكن أن يتمكنّ منه أعداؤه فيصلبونه !!.. وقد سبقهم اليهود في جعل الإله يتصارع مع أحد من بني البشر (وهو هنا إسرائيل أو يعقوب عليه السلام) ... ولا نملك إلا أن نقول هنا نستغفر الله العظيم من مثل هذه الأفكار أو التصورات الشركية.
 
وأنظر بالمقابل كيف يعالج القران الكريم هذه القضية ... فهو يقول بأن آدم عليه السلام وبعد أن ارتكب خطيئته تلك فإنه تاب فتاب عليه الله سبحانه وتعالى .. فجاء في سوره طه "وعصى آدم ربَّه فغوى ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى " .. وبذا فلا يتحمل الإنسان وزر أي خطيئة إلا ما اقترفت يداه هو منها كما ورد في سورة النجم : " ولا تزر وازرة وزر أخرى" .. وفي سورة الزلزلة : " ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " ... ولعل مقارنة بسيطة بين الإسلام وتلك الشرائع تغني عن أي توضيح.

الصفحات