أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها  دراســة تحليليــة

الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8
4. الإسلام دين الإنسانية جمعاء:
 
نزلت جميع الرسالات السماوية قبل الإسلام على قومٍ بعينه أو أمةٍ بعينها ... فجاء في سورة الروم : " ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم "... وفصّل سبحانه وتعالى ذلك في سورة هود يالقول : " ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه " .. " وإلى عادٍ أخاهم هوداً" ... " وإلى ثمود أخاهم صالحاً " ... " و إلى مدين أخاهم شعيبا ً"... وكما ورد في سورة الصف : " وإذ قال موسى لقومه يا قومي لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم "... " وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم".
 
وجاء الإسلام ليختم الرسالات السماوية ليكون دين الإنسانية جمعاء .. فيأمر عز وجل رسوله المصطفى (ص) في سورة الأعراف أن يتوجه إلى بني البشر جميعاً : " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً " ... فرسالة الإسلام بسبب ذلك كانت صالحة لجميع الأمم والأقوام في جميع العصور والأزمان ... فهي تناسب بني البشر كافة : أحمرهم وأصفرهم وأبيضهم وأسودهم وعربيهم وأعجمهم .. كما تلائم جميع العصور والأزمان: أول الزمان وهذا الزمان وكلّ زمانٍ حتى آخر الزمان... فهي من الشمول في آفاقها .. ومن الكمال في مضامينها بحيث تجد ما يلائم كل أمة وزمان .
 
وكان المصطفى (ص) حامل هذه الرسالة بشخصيته وخصاله وأخلاقه القدوة التي يجد فيها كلّ إنسان مثله الأعلى الذي يتمثل به ويهتدي .. فقد جمع فيه العلي القدير كل ما كان في إخوانه من الأنبياء من المثل العليا للخير والحق .. ففيه ما كان في (نوح) عليه السلام من الشدة والغلظة على الكفار والمشركين ... وما كان في (إبراهيم) عليه السلام من الجهاد في تحطيم الأصنام والأوثان والالتزام بتنفيذ أوامر ربه .. وما كان في (يعقوب) عليه السلام من الثقة بالله وعدم الاستكانة إلى اليأس أو القنوط ... وما كان في (يوسف) عليه السلام من الصبر على الإغواء والدعوة إلى الحق ... وما كان في (موسى) عليه السلام من العمل على سّن السنن الصالحة والتشريعات الحكيمة... وما كان في (عيسى) عليه السلام من خفض الجناح والعفو والمحبة.
 
ويصف الرسول الكريم (ص) منزلته بين الأنبياء والرسل كما جاء في صحيح البخاري : " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ، بنى بيتاً فَحسَّنه وجَملّه إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يلفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين".
 
ومن هنا فإننا نراه (ص) يتوجه إلى جميع بني البشر .. فيرسل كتب الدعوة إلى الإسلام إلى جميع أباطرة وملوك وأمراء ورؤساء الدول المعروفة في ذلك الزمان ... فأرسل إلى (هرقل) قيصر الروم في دمشق .. وإلى (النجاشي) ملك الحبشة .. وإلى (الحارث الحميري) ملك اليمن... وإلى (المنذر العبدي) ملك البحرين... وإلى ملكي عمان ... وإلى ملكي اليمامة .
 
كما وان صحابته عليه السلام كانت ممثلة لجميع القبائل والأجناس والألوان ... فعلاوة على من كان منهم من قبائل الجزيرة العربية وديارها ... فهذا (فروة بن معان) من الشام.... و(بلال) من الحبشة... و(صهيب) من بلاد الروم ... و(سلمان) من بلاد فارس.
 
وهكذا فان الإسلام بمبادئه وتشريعاته الشمولية .. والرسول الكريم (ص) بصفاته وأخلاقه المثالية .. كان هو رسول الدين الخاتم الذي أعطى الإنسان في كل زمان ومكان خير الدنيا والآخرة.

الصفحات