أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها  دراســة تحليليــة

الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
5. الإسلام دين ودولة
 
كون الإسلام خاتم الرسالات ... ولن تأتي بعده رسالات ... وحتى تستقيم أمور الإنسان إلى أن يرث سبحانه وتعالى الأرض وما عليها ... فقد حكمت مشيئته عزّ وجل ألا يترك أمر تنظيم شؤون الحياة وتشريعاتها إلى الإنسان.. فالإنسان خطاء .. فتفسد أخطاؤه ما يضع من تشريعات وأنظمة ... وبالتالي تفسد حياته وتخرجه عن جادة الهدى والصواب... ولعل ما نرى من آثار الأنظمة والتشريعات الوضعية ما يكفي لتوضيح حكمته تعالى في عدم ترك هذه المهمة للإنسان... فجاء الإسلام بالنظم والتشريعات التي تنظم شؤون حياة الفرد والمجتمع أنى كان من شعوب بني البشر وأممهم ... ومتى كان على مر الدهور والأزمان .. فهو الصالح لكل مكان وزمان.
 
ومن هنا نجد في الإسلام الشمولية التي تحدد للفرد علاقاته مع نفسه .. ومع الله سبحانه وتعالى .. ومع أسرته .. ومع مجتمعه الصغير والكبير ... وكذا ينظم الإسلام علاقة مجتمع ودولة المسلمين مع مجتمعات وبلدان ودول الآخرين.. فهو يضع لجميع هذه العلاقات الأصول والمبادئ العامة التي تقوم عليها... ويسن لها القواعد والقوانين التي تحكم مختلف مجالاتها ومستوياتها ... هذا وإذا كانت إحدى الشرائع كاليهودية مثلاً قد جاءت ببعض القواعد في المعاملات.. فإننا نجدها لا تناسب إلا قوماً معيناً في زمن معين... بينما الإسلام في المقابل جاء ليعطي هذه القاعدة من الشمولية والاتساع لتستوعب ما تناسب ذلك القوم وغيره من الأقوام ... ويلائم حاجات ذلك الزمان وكل زمان.
 
ألا تستغرب معي بعد ذلك لم نقوم بأخذ قوانيننا وتشريعاتنا عن الآخرين وبخاصة الغرب .. الذين وبسبب خلو كتبهم المقدسة من توراة وإنجيل من تشريعات صالحة لبناء دولة وأمة .. قد لجأوا إلى تشريعات من سبقهم من الأمم الوثنية كاليونان والرومان ؟ .. وألا ترى معي أيضا أنه في عالم اليوم تتفاقم الأزمات ولا تنتهي ؟؟ .. فانظر إلى الأزمات الاقتصادية مثلاً التي تسود العالم ... فما أن يتفتق ذهن أحد ودهاقنة الاقتصاد عن حل لإحداها.. حتى يحدث هذا الحل أزمات جديدة تتضاءل أمامها الأزمة الأولى .. وما حلول كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ببعيدة عنا .
 
ولعلك عشت قبل عقدين من الزمان سقوط النظام الاقتصادي الشيوعي والذي انهار معه الاتحاد السوفياتي الذي كان قائمًا عليه .. وهذه الأيام نعيش تهاوي النظام الرأسمالي التي تقوم عليه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية .. ومعظم بلدان العالم بعد أن فرض عليها .. لينتهي خلال سنوات قليلة كما تنبأ به خبراؤهم الاقتصاديون .. ولتشكل النهاية الحتمية لجميع الأنظمة الوضعية .. ومن ثَّم الاثبات العملي على أن النظام الاقتصادي الاسلامي كما غيره من اأنظمة الحياة الأخرى هي حصريًّا ما يناسب الانسان .. فهي الوحيدة التي تلائم فطرة الانسان التي خلقه عليها الخالق عز وجل .
 
وأخيراً وليس آخراً .. أما آن الأوان لنعود إلى ما شرعه لنا الخالق بهذا الشان وكل شأن ... ليمدنا بأفضل الحلول لهذه الأزمات .. ويحمينا مستقبلاً من مثل هذه الأزمات .. وأية أزمات.
 
والآن وبعد هذا الاستعراض السريع والموجز لبعض ميزات رسالة الإسلام وليس لجميعها ... فمميزات الإسلام التي ندركها كثيرة.. وما لا ندركه منها اكثر بكثير.. ولا غرابة في ذلك فهو خاتم الرسالات السماوية حوى سبل صلاح الإنسان في الدنيا والآخرة .. وهو بهذه الميزة جمع بين هداية الإنسان إلى دروب الفلاح والأمان في حياته الدنيوية ... وبين هدايته إلى دروب الخلاص والنجاة في حياته الآخرة... فهو في تنظيم أمور الحياة الأكمل ... وفي المنطق هو الأصوب.. وفي الفكر هو الأرحب .. وفي الإحساس هو إلى النفس الأقرب .
 
ولعله بفضل الله أولاً وبهذه الميزات التي ضمّنها فيه عز وجل ثانياً.. تمكن الإسلام من الظهور على الأديان الأخرى في أول الزمان.. وإلى ما قبل قرنين من الزمان ليصل إلى الصين شرقاً وإلى المغرب والمحيط الأطلسي غرباً .. ومن بحر قزوين وأسيا الصغرى شمالاً إلى ماليزيا والفلبين وأواسط إفريقيا جنوباً .. كما وتغلغل في دول أوروبا لينتشر وترتفع رايته في بعض الزمان على كل من أسبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو وألبانيا وبلغاريا واليونان .. ولولا ما دب في صفوف المسلمين من ضعف إيماني في القرون الأخيرة .. وتكالب قوى الشر بقيادة الشيطان وقبيله من أبناء صهيون وأتباعهم من أبناء الصليب من جهة ثانية لشهدنا استمرار رفع راية الإسلام في هذه البلدان إلى هذا الزمان ... ولكن وبالرغم من كل هذا فقد بقي المسلمون في هذه البلدان وغيرها من البلدان صامدين يدافعون عن عقيدتهم بروح جهادية وصلت في بعض فصولها روعة الروح الجهادية التي أبداها المسلمون في أوائل الدعوة الإسلامية في أول الزمان.

الصفحات