أنت هنا

قراءة كتاب من الأيام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من الأيام

من الأيام

كتاب "من الأيام"، يوجد في الجسم، عدا الأجهزة المعروفة- كجهاز الهضم والتنفس والدوران والبول والتناسل- أجهزة كثيرة تمتلئ بوصف دقائقها كتب الطب جميعاً، وهناك، فوق هذه الأجهزة المذكورة جهاز خاص هو الذي يديرها جميعاُ، المجهول أشار غلى وجوده كثير من العلماء، ولكن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
القصة الأولى من اليابان ·· إن هذا قصة الكلب يعرفها كل سكان المدينة :
 
كان صاحبه طبيباً وكان يصطحبه معه صباح كل يوم إلى القطار حيث يذهب إلى عمله فإذا ما عاد في المساء وجده جاثماً على باب المحطة في انتظاره ومرت على ذلك أعوام وأعوام ·· وحدث ذات يوم أن تدهور القطار وأصيب الكثيرون من ركابه وكان بين القتلى الطبيب صديق الكلب المذكور··
 
وطبيعي أن يأتي هذا لاستقبال صاحبه الذي لن يرجع وكان من الطبيعي أيضاً أن ينسى مع الوقت ومرور الزمن هذا الواجب غير أن الذي حدث هو خلاف ذلك تماماً··
 
إن هذا الكلب الوفي ظل مثابرا على ذلك طوال عشرة أعوام في الصباح والمساء إلى أن نفق على رصيف المحطة وهو في الانتظار!
 
.. والآن لنستمع إلى القصة الثانية وهي من بلادنا وكل حرف من حروفها حقيقي وواقع ــ وان لم أذكر الأسماء !ــ:
 
نشأ (الفتى) في عزبة ·· وظهرت علية أمائر النباهة مما استرعى انتباه سيد العزبة فكلفه وقام بتعليمه والإنفاق عليه حتى أتم دراسته في القرية وكان هذا منتهى ما يتمناه أبو الفتى والفتى، ولكن السيد الشهم صاحب المروءة والأريحية رأى أن لا يضن على الفتى على الفتى النابه بأكثر من هذا··
 
فسأله ان كان يود أن يتم تحصيله فشهق الفتى شهقة الفرح وأكب على أقدام سيده يقبلها شكراً وتكيماً وما كان من السيد إلا أن امتطى سيارته وقال له( اركب إلى جانب السائق!) وأخذه في الحال إلى العاصمة حيث سجله في الكلية·· التي يريد الانتساب إليها وحيث ظل يرعاه كما لو كان ولده وينفق عليه بسخاء إلى أن أنهى تحصيله وخرج·· بالشهادة التي كان يتلهف عليها··
 
ويدور الفلك وتتغير الظروف وتنقلب الأيام وإذا بصاحبنا الفتى يصبح شيئاً فخماً·· ضخماً يقيم ويقعد ويتصرف تصرف المالك في كل شؤون بلاده··
 
وكان مما أن تصرف به أن أصدر القوانين التي تجيز له ولمن معه الاستيلاء على أموال البعض وأملاكهم والتصرف بها على حسب أموالهم!
 
والغرابة ليست في هذا كله بل بالأمر التالي:
 
ان أول رجل طبق عليه ذلك القرار كان هو السيد النبيل الذي أحسن إلى ذلك الفتى ذلك الإحسان الذي جعل منه ·· الشيء الفخم والضخم وصاحب الألقاب!
 
ولقد شوهد المحسن المسكين يبكي في الطرقات بعد أن جرد من كل ما يملك· ولما عوتب ربيبه على سوء فعلته كان جوابه هكذا:
 
_ لا يمكن أن أنسى ــ بأي حال من الأحوال! ــ قوله لي (اركب إلى جانب السائق!)·
 
أيها القارئ العزيز :
 
من المقارنة بين هاتين الحادثتين تستطيع أن تدرك الكثير ·· ومن هاتين القصتين أيضاً يمكن الحكم بأن صديقنا المحترم صاحب الشكوى لم يهدف في شكواه إلى الكلب الذي صرح عنه بل أنه أراد تنبيهنا إلى أمثال هذه الحوادث التي يعرف من أمثالها الكثير· وهدفه من ذلك أن نشير إلى أننا في بعض الأحيان نكون مدينين بالاعتذار إلى ·· الكلاب من بعض الناس ومنهم بعض أصحاب الألقاب الفخمة فهؤلاء بالرغم من ألقابهم فإنهم لا يصلون إلى مرتبة الشرف التي يصل إليها وفاء الكلب·

الصفحات