أنت هنا

قراءة كتاب رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر

رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر

تمثل هذه الرحلات باكورة مشروع ضخم كنّا قد شرعنا به منذ سنوات، ونوّهنا عنه في أكثر من مناسبة، لترجمة رحلات أجنبية جديدة، أو بترجمة جديدة كاملة، تغطي الحقبة من القرن السادس عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر· وقد انتهينا من ترجمة نحو خمس عشرة رحلة منها، ودفعنا بع

الصفحة رقم: 7
بشأن ما حدث في البصرة
 
في اليوم الذي أعقب وصولي أجريتُ مقابلةً مع مصطفى باشا(72)، الذي، بعد أن رأى أوراق اعتمادي، عهد إليّ بالخمسة عشر غاليوتاً التي كانت بحاجة إلى أصلاح كبير· وبقدر المستطاع أعدتُ ترتيبها وجلفطتها، وتمّ تجهيزها بالمدافع التي لم تكن كافية سواءً في المخازن هناك أو في هرمز· وتمّ توفير احتياطات من الماء، وكان أمامي خمسة أشهر قبل أن يحين موسم الإبحار، فقمتُ بزيارة إلى مسجد علي(73) وأضرحة الحسن البصري، وطلحة(74) والزبير(75)، وأنس بن مالك، وعبد الرحمن بن عوف، والكثير من الشهداء وصحابة النبي· وفي إحدى الليالي رأيتُ في الحلم بأني فقدتُ سيفي· وما أن بدأت أصلي إلى الله لنصرة الإسلام حتى صحوت من نومي؛ إذ تذكرتُ شيئاً مشابهاً حدث للشيخ محي الدين(76) وتسبب بهزيمته، فأصابني هلع شديد· أبقيت هذا الحلم سراً، لكنه بقي يقضّ مضجعي وقتاً طويلاً· وحينما أرسل مصطفى باشا كتيبةً من الجنود لاحتلال جزيرة الحويزة(77) (التي شاركت فيها بخمسة قوادس)، إنتهت الحملة بخسارتنا مئة جندي، كلهم من المصريين، فصدّقت تماما بأن هذا تحقيقٌ لحلمي، ولكن واحسرتاه! فالقادم كان أكثر، لأن المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين··· شئت أم أبيت·
 
وحينما حلّ الموسم الأخير، أرسل الباشا(78) بحّاراً يثق به على ظهر فرقاطة إلى هرمز، لاستطلاع المناطق المجاورة· وبعد أن شنّ غارات لمدة شهر تقريباً، عاد بأخبار تفيد بعدم وجود أية سفن للكفار في تلك المياه، باستثناء أربعة قوارب(79)· على هذا الأساس، ركب الجنود، وبدأنا بالانطلاق نحو مصر(80)·

الصفحات