أنت هنا

قراءة كتاب مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس

مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس

كتاب "مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس"، يوميات مهاجر عراقي في رحلة العودة إلى مسقط الرأس. بعد غياب دام ربع قرن قضاه في المنفى الشمال إفريقي، وفي أوروبا يعود الكاتب ليطل على عالمه الضائع، بغداد التي كانت. أما الآن فهي مدينة أخرى بسكان آخرين..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
نتطلّع أيضاً من خلال نصوص هذه السلسلة إلى استكشاف طبيعة الوعي بالذات والآخر الذي تشكَّل عن طريق الرحلة، والأفكار التي تسرّبت عبر سطور الرَّحالة، والانتباهات التي ميَّزت نظرتهم إلى الدول والناس والظواهر والأفكار· فأدب الرحلة، على هذا الصعيد، يشكِّل ثروةً معرفيَّةً كبيرةً، ومخزناً للمشاهد والقصص والوقائع والملاحظات، فضلاً عن كونه مادة سرديّة شائقة تحتوي على الطريف والغريب والمُدهش مما التقطته عيون تتجوّل وأنفسٌ تنفعل بما ترى، ووعي يُلِمُّ بالأشياء ويحلِّلها ويراقب الظواهرَ ويتفكَّرُ فيها·
 
الظَّاهرة الغربية في قراءة الآخر الشرقي وتأويله، شكَّلت ذات يوم دافعاً ومحرّضاً بالنسبة إلى أفراد من النخب العربية المثقفة ممن وجدوا أنفسهم في مواجهة صور غربيَّة لمجتمعاتهم جديدة عليهم، وهو ما استفز فيهم العصب الحضاري، وولَّد لديهم دوافعَ وأسباباً لشدّ الرحال نحو الآخر، بحثاً واستكشافاً، ليعودوا ومعهم ما يقولونه في حضارة الآخر الغربي، ونمط عيشه وأوضاعه، ضاربين بذلك الأمثال للناسِ، ولينبعث في المجتمعات العربية، وللمّرة الأولى، صراع فكري حاد تُسْتَقْطَبُ فيه القوى الحيَّةُ في المجتمع بين مؤيد للغرب موالٍ له ومتحمِّسٍ لأفكاره وصياغاته، وبين معادٍ لذلك الغرب، رافض له، ومستعدّ لمقاتلته·
 
وهو ما أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات لأحمد فارس الشدياق، محمد عبد الله الصفار، محمد الحجوي أبو جمال الفاسي، فرانسيس المرَّاش، سليم بسترس، أحمد زكي باشا، إدوارد بك الياس، محمد لبيب البتنوني، جرجي زيدان، محمد كرد علي، محمد عياد الطنطاوي، الأمير محمد علي، مصطفى فروخ، عنبرة سلام الخالدي، محمد رشيد رضا، الأمير يوسف كمال، محمد ثابت، لويس شيخو، طه حسين، ومحمود تيمور··· وغيرهم·
 
لكن هذا اللون من الأدب سرعان ما اختفى في النصف الثاني من القرن العشرين، تاركاً مكانه لأعمال البحث الفكري والكتابات الأيديولوجية في حمأة صراع سياسي واجتماعي عربي محتدم، إضافة إلى ظهور الرواية وانتشارها الواسع في النصف الثاني من القرن نفسه· غفا السندباد واختفى أدب الرحلة، ولم تعد الكتابة في هذا الميدان تشكل ظاهرة أدبية يمكن الإشارة إليها·
 
نطمح أن تكون هذه السلسلة من الكتب مؤشّراً على يقظة السندباد·
 
محمد أحمد السويدي

الصفحات