أنت هنا

قراءة كتاب مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس

مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس

كتاب "مفكرة بغداد - يوميات العودة إلى مسقط الرأس"، يوميات مهاجر عراقي في رحلة العودة إلى مسقط الرأس. بعد غياب دام ربع قرن قضاه في المنفى الشمال إفريقي، وفي أوروبا يعود الكاتب ليطل على عالمه الضائع، بغداد التي كانت. أما الآن فهي مدينة أخرى بسكان آخرين..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
16 نوفمبر
 
بدأت الرحلة اليوم· كان الصباح مدهشا في زرقة سمائه وهدوئه· والأشجار نصف العارية تشبعت بطل الخريف الذي تمتاز به لندن عن جدارة· وصلت إلى المطار في الساعة الثامنة والثلث لأكتشف وأنا في الطابور الموصل إلى نقطة تسليم الحقائب أن موعد السفر هو الثامنة وخمسين دقيقة· كان ذلك مكتوبا في تذكرة الطائرة نفسها! لم يصل فاضل· اتصلت به عبر الهاتف الجوال ولم أحصل على أي جواب· انتابني شعور أنني سأسافر وحدي، لكنه وصل قبل تسليم الحقائب بأقل من دقيقة· قال ضاحكا: إنها إشارة أخرى تحذرنا من السفر!
 
في الطابور كان هناك مزيج من أناس ينتمون إلى شبه القارة الهندية: هنود وباكستانيون وبنغلاديشيون، إضافة إلى عدد كبير من السوريين· وكان ممكنا تمييز انتماءاتهم من لحاهم وملابسهم· البعض كان يخرج زجاجات صغيرة من جيوبهم فيها عطر خاص محلي ليضمخ لحيته الكثة بينما كان البعض يكتفون بتلمسها بأصابعهم·
 
كان وقت صعودنا إلى الطائرة العاشرة والنصف· وبفضل هذا التأخير في وقت الانطلاق تمكنا من السفر·
 
17 نوفمبر
 
أثارت المفارقات التي رافقت سفر فاضل قدرا من التطير لدينا معا· التأجيل المتكرر لبدء الرحلة، ومصادفة اختفاء بطاقته، ثم اكتشاف بطلان تأشيرة الدخول السورية قبل ثلاثة أيام من سفرنا بعد نفاد فترة صلاحيتها القصيرة· استيقظت في دمشق هذا الصباح مبكرا على الشمس الصاخبة· لم أنم أكثر من أربع ساعات، لكن شعورا بالاكتفاء الوهمي من النوم أيقظني مع تسرب ضوء الصباح إلى الحجرة· استيقظ معي شعور خفي بالخوف، وتساؤل عن مبرر القيام بهذه السفرة الآن على الرغم من حوادث الطريق الناجمة عن محاولات السلب أو تفجير السيارات عن طريق الخطأ، إضافة إلى ما يتردد في الإعلام من تصاعد أعمال المقاومة للاحتلال وما يرافق ذلك من قتل عشوائي للمدنيين·
 
أعيد قراءة هذه السطور التي نقلتها في دفتري عدة مرات والمقتطفة من (الحرب والسلم) لتولستوي: (الأفراد ليسوا سوى أدوات غير طوعية في التاريخ ينفذون الأهداف المخفية عنهم) أواصل القراءة في مقطع آخر: (تدفع العناية الإلهية هؤلاء الناس، كلا وحده كي يصلوا إلى غاياتهم الشخصية ولكن هذه الغايات المتفرقة تجتمع بعضها مع بعض كي تحقق غاية جد عظيمة، وتختلف عن كل توقعاتهم، وهذا ينطبق على نابليون والإسكندر المقدوني والقادة العسكريين الذين خاضوا المعارك)·

الصفحات