أنت هنا

قراءة كتاب شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شرق الأردن  سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

في العشرين من تشرين الأول، عام 1874، عُيِّنتُ عالِماً للآثار في الجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين. وأبحرتُ من نيويورك في الـ 19 من حزيران، عام 1875، ووصلتُ إلى بيروت، وهي المقرّ الرئيس لنا في سورية، وفي يوم الاثنين، التاسع من آب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
الفرشة من الحمم البركانية في ليجة
وفي بعض المقاطع لا تكون أرضية الحمم البركانية مكسرة إلى تلال صغيرة كهذه، بل لها مظهر أكثر لما ندعوه بنجد أو مرج أجرد. ويوجد هناك ما بين هذه الكتل أو التلال المدوّرة الصغيرة وبين الأجزاء المدوّرة أيضاً مساحات فاصلة من الأرض الترابية ذات خصوبة مفاجئة.
يصف الرحالة بوركاردت ذلك بقوله: «في الأجزاء الداخلية لليجة (حوران) فإن الصخور تكون متشققة ومتباعدة في أماكن عديدة، ذلك أن التل برمته يبدو كأنه مرتعش وفي حالة السقوط أو الانهيار إلى الأسفل. والطبقات مصفوفة بشكل أفقي بشكل عام، وتكون بسماكة من ستة إلى ثمانية أقدام أو أكثر، وتغطي أحياناً التلال، وتمتد لتصل إلى منعطفاتها، كما تبدو من الشقوق والصدوع والتي غالباً ما تقطع أو تجتاز الصخور من القمة إلى القاع».
كانت توجد هناك أماكن حيث تكون الحمم البركانية متخثرة بينما لا يزال التيار قوياً، بينما الدوامات ظاهرة بشكل مميز كمثل ممر يمكن للواحد أن يظنه كما لو أنه غطي بحبال مجدولة. ويوجد إلى جانب الشقوق والصدوع أيضاً كهوف عديدة، شُغلت واحتلت كأماكن سكن. فعصابات اللصوص تلتجئ إليها في الوقت الحاضر. والخارجون على القانون من النواحي المستقرة للبلاد يفرون إليها ويكونون آمنين فيها نسبياً. ويوجد هنالك دليل صحيح للاعتقاد بأن هذه الكهوف كانت مسكونة في العصور القديمة جداً، وكانت في الحقيقة يشغلها ساكنو الكهوف. ويتحدث سترابو(3)عن ذلك بقوله: «ما يتعلق بالأجزاء المشغولة بالعرب والآشوريين هي الجبال الصعب الوصول إليها، في الكهوف الممتدة إلى عُمق سحيق. كان الواحد منها قادر على استيعاب أربعة آلاف لص وقاطع طريق». ويورد وليم الصيداوي بأنه كان يوجد هناك كهف يبعد ستة عشرة ميلاً عن بحيرة طبريا يحتوي على ثلاثة طوابق. طابق سفلي، طابق وسط، وطابق علوي، يستخدم كغرفة طعام. وكان محصناً وله حامية من الجند لحراسته. وتحدّث كتاب يهود قدماء عن كهف زيديكيا، الذي كان ممتداً عدة أميال، مع أننا لسنا متأكدين من أنه كان يوجد في شرق الأردن. بيد أن الأماكن السكنية تحت الأرض في منطقة عراق الأمير معروفة جيداً ومشهورة، والكهوف الواسعة في منطقة درعا سيُشار إليها في مكان آخر.
ووصف المؤرخ (اليوناني) جوسيفوس هذه الكهوف على أنها أوكار للصوص. ومن الجدير بالاقتباس قوله: «لم يكن لدى هؤلاء اللصوص بيوت أو قرى خاصة بهم، وإنما فقط أماكن على أرض يلجأون إليها، وهناك يعيشون هم وقطعانهم معاً. ومع ذلك فقد صنعوا لأنفسهم وسائل للحصول على برك ماء، وخزنوا الحنطة في مخازن، وكانوا قادرين على القيام بمقاومة كبيرة فيما لو هوجموا بشكل مفاجئ، حيث كانت مداخل كهوفهم ضيّقة، لا تتسع إلا لدخول شخص واحد فقط في وقت واحد، وكانت من الداخل واسعة جداً، ولم تكن الأرض فوق مساكنهم مرتفعة جداً، وإنما بدلاً من ذلك واقعة على سهل، بينما كانت الصخور متراصة بحيث كان من الصعب جداً أن يدخل أي إنسان من أعلاها، ما لم يصل إلى طريق السهل بواسطة دليل أو مرشد آخر، إذ أن هذه الطرق ليست مستوية، وإنما لها عدة التفافات». وكان زينودراس، الذي عُيِّن حاكماً على هذه المنطقة في العصور القديمة متحالفاً مع هؤلاء الخارجين على القانون، وأُسندت إلى هيرود الكبير مهمة إخضاعهم القضاء عليهم.

الصفحات