You are here

قراءة كتاب صناعة الغوص

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صناعة الغوص

صناعة الغوص

كتاب " صناعة الغوص " ، تأليف عبد الله خليفة الشملان ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

بحارة الغوص وعمل كل منهم

بحارة سفينة الغوص اخوان متحابون يراعون بعضهم بعضاً، وهم يمثلون فيما بينهم عائلة يسودها الحب والإخاء والوفاء، يضحى أحدهم بحياته في سبيل انقاذ المجموعة·

وفي هذه السفينة تكون الأمر للنوخذه··· فطاعته واجبة على الجميع··· يقول فيمتثل لقوله··· ويأمر فيطاع أمره بدون مناقشة·

وينقسم البحارة على ظهر سفينة الغوص إلى عدة أقسام حسب طبيعة مهنة كل منهم كما يلي:

(أ) الغيص:

وهو الذي يعتمد عليه الغوص بمعناه اللفظي، فهو الذي يغوص إلى أعماق البحار بحثاً عن المحار المحتوي على اللؤلؤ، والغيص ينزل إلى البحر لابساً الشمشول أي سروالاً قصيراً، أو مؤتزراً بالإيزار في حالة ما إذا كان البحر خالياً من الدول، وهي إحدى آفات البحر التي تحتك بجسم الغيص وتسبب له التهابات مؤلمه، أما إذا كانت هذه الآفة منتشرة في البحر فإن الغاصة يقومون بإرتداء ألبسة خاصة تغطي الجسم كافة فلا تظهر إلا الوجه فقط، وهذه الألبسة تقيهم شر هذا الدول، وعادة يحضر الغاصة هذه الألبسة على نفقتهم الخاصة، وكذلك الخبط وهو ما يلبسه الغاصة في أصابعهم حتى لا تؤذي عند اقتطاعهم المحار·

وينزل الغيص إلى البحر وبرجله حبلان معلقان أحدهما يدعى الزيبل وهو حبل مربوط في آخره رصاصة كبيرة نوعاً تسمى حير، ومهمتها الإسراع بالغيص إلى قاع البحر، فإذا ما وصل الغيص إلى القاع أفلتها من رجله، فيقوم السيب - وهو الشخص المناط به المحافظة على حياة الغيص - بسحب الحير ويعلقه إلى جانب السفينة لاستخدامه في الغطسة القادمة·

أما الحبل الثاني فيطلق عليه الجدا أو اليدا وهو يمثل حبل النجاة بالنسبة للغيص، ويبلغ طوله حوالي 80 متراً، وفي رأسه يربط الديين وهو الإناء الذي يجمع فيه الغيص المحار وهو مصنوع من الخيوط أو من الحبال، ويقوم الغيص بتعليقه في رقبته عند وصوله إلى قاع البحر ويبدأ بجمع المحار بكلتا يديه ويضعه في الديين فإذا ما أحس الغيص بقرب انتهاء نفسه يقوم بشد حبل الجدا بأصابع رجله بقوة وهذه هي الإشارة المتفق عليها ليقوم السيب الموجود على ظهر السفينة بسحب الحبل بأقصى قوة وسرعة لديه حتى يطفو الغيص على وجه الماء، وفي اللحظة التي يهز فيها الغيص الجدا يخلع الديين من رقبته ويرفعه بإحدى يديه إلى أعلا بينما يده الأخرى إلى جانبه، وبذلك يكون في وضع يساعد السيب على سحبه بسرعة·

وعندما يطفو الغيص على سطح الماء يناول السيب الديين الذي يقوم بإفراغه على ظهر السفينة ريثما يستريح الغيص ويجدد نفسه، وبعد ذلك يعاود الغيص الغوص في أعماق البحر ويواصل العمل منذ شروق الشمس حتى الغروب·

(ب) السيب:

وهو بحار ذو دراية كافية بأمور البحر، ويقوم بعدة أعمال أثناء وجوده على ظهر السفينة خلال فترة الغوص، فهو الحارس الأمين على حياة الغيص أثناء وجود هذا الأخير في قاع البحر، فهو دائماً حاضر البال مركز الحواس لأية إشارة تصدر من الغيص·

فلكل غيص تحت الماء سيب يقوم بالسوابة عليه من على ظهر السفينة، ومهمته تجهيز الحبال التي ينزل بها الغيص لدى كل غطسة، ويكون متنبها لتلقي إشارة الغيص من تحت الماء، ويقوم بسحبه بأقصى قوته حتى يطفو على السطح، وعادة إذا كان على السفية غيص وسيب بينهم قرابة من أي درجة كانت يجعلهم النوخذه معاً، والقصد من ذلك أن يهتم أحدهما بالآخر، فلا شك أن السيب سوف يهتم بقريبه الغيص أكثر من اهتمامه بإنسان آخر غريب عنه·

وكذلك يقوم السيب بإفراغ الديين على ظهر السفينة ويرجعه للغيص مرة أخرى، وهو الذي يكون عليه العبء الأكبر في اليرار أي تسيير السفينة عن طريق إستخدام المجاديف··· كما يقع عليه العبء الأكبر في البريخة أي استرجاع الخراب وهو الحبل المربوط في مؤخرته مرساة السفينة الباورة والذي قد يستغرق البحارة في استرجاعها زهاء ساعة أو ساعتين عندما يكبر الخراب إذ يتراوح طول الخراب ما بين 1500 و3000 متر، وكذلك يقوم السيوب بالإشتراك مع البحارة الآخرين في فتح المحار وفحصه واستخراج ما به من لؤلؤ في فترات الراحة أو الأوقات التي يتعذر فيها الغوص بسبب ظروف البحر والطقس، هذا غير ما يستجد عليهم من أعمال طارئة·

(جـ) الرضيف:

وهو بحار تحت التمرين ويكون عادة من الشباب الحديثي العهد بمهنة الغوص الذين يركبون الغوص رغبة في تعلم مهنة الغواصة أو السوابة أي مهنة الغيص ومهنة السيب، والعادة أن يشترك كل رضيفين في السوابة على أحد الغاصة·

(د) التباب:

وهو ابن أحد البحارة أو أحد أقاربه، ويتراوح سنه بين التاسعة والثالثة عشرة، ويقوم بالخدمة على ظهر السفينة كإحضار الماء للبحارة أو نشر ملابسهم المبتلة··· إلخ· والتباب لايحصل على نصيب معين ومحدد من إيراد الغوص، وإنما يتركز نصيبه من الغوص فيما يمنحه له الطواش أي مشتري اللؤلؤ بعد أن تتم الصفقة بينه وبين النوخذة كما أن التباب يقوم بجمع الفلوس وهي عبارة عن أنصاف المحارات التي يجمع فيها البحارة اللؤلؤ، وبعد فترة تغير هذه الفلوس بأخرى جديدة وترمى القديمة، فيقوم التباب بجمعها وفحصها من جديد لعله يجد فيها بعض اللآلئ الصغيرة التي لم يتمكن البحارة من رؤيتها فيجمعها التباب، وتكون من نصيبه وعادة ما يأخذها للنوخذة ليحفظها له في صندوقه·

(هـ) الجنّان:

وهو البحار المنوط به تنسيق الخراب في المكان المخصص له في خن سدر وهو عمل يحتاج إلى دراية وخبرة، ويتطلب بذل جهد كبير نظراً لطول الخراب، وكذلك يقوم ببعض الأعمال الأخرى التي يؤديها السيب في كثير من الأحيان، وبذلك فإنه يعامل مالياً كما يعامل السيب

(و) النهام:

وهو مطرب السفينة الذي يهون على البحارة ما يلاقونه من متاعب العمل ومتاعب البعد عن الأهل والأقارب - وذلك بما ينشده من مواويل وأشعار وأغان جميلة طيلة موسم الغوص·

ويقوم النواخذة بالتسابق على الإستحواذ على النهام الجيد ذو الشهرة الذائعة بين البحارة، وذلك بالإتفاق معه قبل غيره وباغرائه على الركوب معه والغوص على سفينته·

(ز) المجدمي:

وهو نائب النوخذة من البحارة العريقين في مهنة الغوص وركوب البحر وله دراية كبيرة بعمليات الخطفة والطرحة، أي رفع الشراع وإنزاله والتعامل مع الريح وتوجيه السفينة ويعتبر الساعد الأيمن للنوخذة ومستشاره في المصاعب والأزمات·

(ح) راعي الشيرة:

وهو بحار له دراية وخبرة بعملية تخليص الباورة مرساة السفينة من القاع في حالة وجود ما يعيقها من أحجار وشعب مرجانية وخلافه، فيقوم بالغوص وتخليصها في أي وقت تواجه السفينة مشاكل سواء بالليل أو بالنهار ولذلك لا يستغنى عنه أي نوخذة في عرض البحر ولا تخلو أي سفينة من واحد منهم·

(ط) العزال:

وهو نوع من الغاصة يقوم بركوب السفينة التي تبحر للغوص حسب نظام معين كما يلي:

1 - يحضر معه (السيب) الذي سوف يعمل معه.

2 - يقوم بعزل المحار الذي يحصل عليه ويقوم بفتحه هو والسيب الذي يعمل معه ويتصرفان في إيراده ببيعه على الطواشين.

3 - يشارك البحارة في الزاد ولذلك يخصم منه مصاريف الزاد وأي مصاريف أخرى.

4 - يشارك بنصف خمس إيراده كنصيب للسفينة الذي يعمل عليها· أما إذا كان عليه دين لنوخذة آخر، فيخصم منه 5/1 الإيراد حتى يسدد ذلك الدين.

5 - يتم المحاسبة بين الغيص العزال والسيب الذي يعمل معه على باقي الإيراد على أساس سهمان للسيب وثلاثة أسهم للغيص·

Pages