5
Average: 5 (1 vote)
إلياس حبيب فرحات شاعر من أبرز شعراء العرب في البرازيل، وأعرقهم في الشاعرية الحقة، فليس للعروض والقواعد والبلاغة شيء من الفضل في حياته الشعرية، وإنّما الفضل كله لطبيعته الموهوبة، ولاستعداده الفطري للشاعرية الصحيحة.. فإلياس فرحات ضئيل الحظ من الثقافة المدرسية، إذْ إنّه غادر مقاعد المدرسة في العاشرة من عمره، ونزل يجاهد في معترك الحياة بصبر وجلد، ثم هاجر إلى البرازيل أسوة بالنازحين من أبناء بلاده، وجالد كثيراً فلم يفز بغير الحرمان والفشل، ولم يصادف سوى قسوة الحياة التي لازمته مدة طويلة، وقد كان لهذه الحياة القاسية وما رمته به من حرمان وفشل، أثر كبير في تغذية شاعريته، وقد ظهر ذلك الأثر في عدد كبير من قصائده الدوامي.
بدأ فرحات النظم باللغة العامية، فكان زجالاً يجري على الفطرة الموهوبة التي يغذيها الذكاء المتوقد.. ثم وجد من يوجهه نحو مطالعة الشعر الفصيح وتذوقه، فعكف على المطالعة زمنا حتى تمكن من إجادة الفصحى، فإذا إلياس فرحات، الزجال المغمور، شاعر يملأ دنيا الضاد ألحاناً عبقرية، تزغرد في مسمع الأيم عن حنجرة صافية الرنين، وإذا قصائده أناشيد يتغنى بها الناس في المهجر وفي ربوع الشرق العربي بإعجاب وإكبار ونشوة.
مشاركات المستخدمين