أنت هنا

$9.99
الإعجاز البلاغي في القصة القرآنية دراسة في سور الطواسين

الإعجاز البلاغي في القصة القرآنية دراسة في سور الطواسين

5
Average: 5 (1 vote)

تاريخ النشر:

2013

isbn:

978-9957-555-50-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " الإعجاز البلاغي في القصة القرآنية دراسة في سور الطواسين " ، تأليف د. عدنان مهدي سلطان الدليمي ، والذي صدر عن دار غيداء للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
الحمد لله الذي أعجز أرباب الفصاحة وأساطين البلاغة بالقرآن، وتحدى به أساتيذ البراعة والبيان، أن يأتوا بسورة من مثله على مر الدهور والأزمان، فأرغمت طُلاوته أنفة المتكبرين، وسجدت لحلاوته جباه المنكرين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وبعد... 
فإن قضية الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم ما تزال محط أنظار الدارسين، ومحور اهتمام الباحثين، منذ فجر الرسالة حين سمع حذّاق اللغة وأفذاذها ما أسر قلوبهم وعقولهم من آيات الذكر الحكيم، فاستشعروه بفطرتهم اللغوية، وقرائحهم النديّة، وتأملوه بوجدانهم، وصفاء أذهانهم، وأيقنوا حق اليقين أنه كلام فوق كلامهم، ومرتبة من البلاغة والبيان تعجز عنها طاقاتهم، فانقادوا لعظمته، وخضعت نفوسهم ومشاعرهم لوطأته، واسلموا لبلاغته طوعاً أو كرهاً، من آمن منهم ومن لم يؤمن؛ لما أودعه الله تعالى من أسرار كلامه، وفيض جلاله وكماله، وكتب فيه الخلود لأعظم الرسالات بخلوده، فكان بحق كتاب العربية الأعظم، ومثالها الأقوم، والمعجزة اللغوية الخالدة، التي أظهرها على يد صفوة أنبيائه ورسله، النبي الأمي  لتكون حجتها أقهر، وبرهانها أبهى وأبهر، ففتح الله تعالى به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وكان نقطة التحول في حياة العرب والمسلمين، في معتقدهم وتفكيرهم ومنهج حياتهم، ومصدر عطائهم الثقافي والحضاري والفكري والروحي والأدبي.
ولما كانت لغة  القرآن الكريم هي مكمن الإعجاز ومظهره،وأن أمره قائم في أقصر سوره، عكف علماء الأمة الأفذاذ عليه بالبحث والاستقصاء، والتوضيح والتفسير والاستدلال والاستنتاج، فوقفوا عند ألفاظه ودلالاتها، ليكشفوا عن دقة اختيارها وحسن تأليفها، وعند جمله ووجوه تركيبها، وقوة سبكها وانسجامها، ونظروا في بديع نظمه وأسلوبه، وأثر ذلك كله في النفوس، وأسره للقلوب، فعلموا أنّ أمر الإعجاز قائم في بلاغة القرآن التي أعجزت بلاغات البشر، وحملتهم على الامتثال لأحكامه، والعمل بمقتضى أوامره ونواهيه، والوقوف عند حدوده، وأن الإعجاز البلاغي هو أعظم وجوه الإعجاز فيه وأعمها في نصوصه، وأكثرها ملاءمة لطبيعة المعجزة الخالدة، فتضافرت جهود الدارسين لخدمة هذه القضية دفاعاً عن العقيدة، وذوداً عن الشريعة، وبدأت بإشارات في الدراسات القرآنية العامة، وارتقت إلى مرحلة الدراسات المستقلة في الإعجاز على يد الخطابي والرماني والباقلاني والقاضي عبد الجبار، حتى استوت نظرية على يد عبد القاهر الجرجاني لها أصولها ومفاهيمها، وبنيت عليها ما جاء بعدها من الدراسات في هذا الميدان شرحاً وتفصيلاً وتطويراً وتطبيقاً، وكان همّ الدارسين لقضية الإعجاز هو الذود عن القرآن الكريم، والحفاظ على عقيدة المسلمين أمام مطاعن الملحدين، لذلك انصب اهتمامهم على الجانب النظري والاكتفاء بالوقوف على النكت البلاغية لغرض التدليل على الإعجاز والتمثيل للفنون البلاغية الواردة في القرآن الكريم وبيان قيمتها البيانية وأثرها النفسي، أكثر من اهتمامهم بالجانب التطبيقي في عموم النص القرآني، وحسبهم بذلك أنهم وضعوا المقاليد بين أيدي الدارسين فيما بعد، وكان خير من وظف ذلك في الجانب التطبيقي الإمام الزمخشري في تفسيره (الكشاف) الذي طبق فيه نظرية النظم ووقف عند خصائص النظم القرآني ودلالات تراكيبه، وأضفى عليه ما جادت به قريحته وذوقه البلاغي الرفيع في أفضل الدراسات التطبيقية التي شهدها النص المعجز، وسار على نهجه محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، ومن الدراسات المعاصرة التي نهجت هذا المنهج في تحليل النص القرآني بلاغياً وتلمس أسرار الإعجاز فيه على سبيل المثال لا الحصر ما كتبه د. عبد الصمد عبد الله محمد في كتابه (خطاب الأنبياء في القرآن الكريم)، وعبد القادر عبد الله فتحي علوش في أطروحته (سور الحواميم – دراسة بلاغية تحليلية)، أما البحوث والدراسات التي رصدت أحد الفنون البلاغية في القرآن الكريم وأبرزت قيمته وأسراره البلاغية فكثيرة يتعذر إحصاؤها في هذا المقام.
وانطلاقاً من الرغبة في الإفادة من هذا الإرث المبثوث في كتب الإعجاز والتفسير وتوظيفه في تحليل النص القرآني تحليلاً بلاغياً للوقوف على الأسرار البلاغية وبيان قيمتها البيانية في خدمة الأهداف والمقاصد الدينية، جاءت هذه المحاولة المتواضعة أمام عظمة النص المعجز، وما عليه من هيبة وجلال، يحدوها الطموح والأمل، ويراودها ما يراود الدارسين في هذا الميدان، من التردد والوجل أمام إعجاز القرآن وعلى الله تعالى وحده الاعتماد والتكلان، فجاءت هده الدراسة ثمرة بحثي لنيل شهادة الدكتوراه تحت اشراف أستادي الدكتورعبد الستار فاضل خضرالنعيمي التي وضعتهاتحت عنوان (الإعجاز البلاغي في القصة القرآنية – دراسة في سور الطواسين)، وآثرت أن تكون القصة القرآنية هي ميدان البحث، وذلك لما تحتله من مكانة ملحوظة من القرآن الكريم، وجديرة بالعناية والاهتمام، فهي من أهم الأساليب الدعوية لحمل الرسالة الخالدة إلى الإنسانية، كونها تحمل خلاصة التجارب الإنسانية الواقعية القريبة من النفس البشرية، وتعرضها بالطرائق الفنية التي تستمد قدرتها على التأثير من الفنون البلاغية، فكانت الفضاء الرحب والأرض الخصبة للوقوف على أسرار النظم والفنون البلاغية، لما تشكله القصة من صور متكاملة من النظم، تكشف بيسر وسهولة عن علوِّ البلاغة القرآنية، واقتدارها على تصريف الأحداث والمشاهد وامتلاك زمامها وتحريكها حسب مقتضيات الأحوال والمقامات، ونقل التجارب الإنسانية وما يتخللها من مواقف نفسية وشعورية تجعل القارئ يعيشها بإحساسه ووجدانه ويتأثر بها وينتفع بما فيها من عبر وعظات. ولاسيما ما احتضنته سور الطواسين من القصص المتعددة من حيث الأهداف الدينية وطرائق العرض الفنية، وما بينها من المناسبات والوحدة الموضوعية، وتلون السياقات وأساليب الحوار، وتوزيع المشاهد، وإعادة بعض الأحداث والمواقف التي تثري موضوع الكتاب من خلال الوقوف على دقائق الفروق بين الألفاظ والتعابير وطرائق الأداء بين الآيات المتشابهات.