أنت هنا

$9.99
الخُضْرِيّة

الخُضْرِيّة - تعامل أسمى للإنسان مع الأرض والحيوان

المؤلف:

4
Average: 4 (3 votes)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2012
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " الخُضْرِيّة " ، تأليف : شربل بلوطين ، نقرأ من الكتاب :

نقاش شاقّ هدم المجتمع قبل بضعة قرون. رجال البلاط الملكيّ، والكنيسة، والحكومة والطبقات الوسطى، تصرّفوا وكأنّهم يبحثون عمّا تمليه عليهم ضمائرهم، أعربوا عن ادّعاءاتهم بلهفة وقدّموا أدلّة من أجل دعم وجهات نظرهم. وفي الواقع، كان ذلك ادّعاء من طرف واحد، وقد توصّلوا بسرعة إلى اتفاق بالإجماع، بينما هم يتنفّسون الصعداء. كان ذلك رسميًّا؛ فالأشخاص السُّمر البشرة )الزنوج( لم تكن لهم

أرواح. زِد على ذلك أنّهم سيكسبون من مجال العمل الشاقّ الذي سيوفّره لهم أسيادهم البِيض! بمجرد الصدفة، طبعًا، أولئك الأشخاص في الواقع: رجال البلاط الملكيّ، الكنيسة، الحكومة والطبقات الوسطى، كانوا جميعهم طرفًا في السيادة أو في نقل العبيد، وقد كانت الثروة الاقتصادية للدولة مرتبطة بالعبودية بسلاسل.

كانت النتيجة متوقعة، وسارت الأمور كالعادة. مهندسو سفن لعبوا بنماذج صغيرة لأشخاص لا حول لهم ولا قوة، لعبة متواصلة وشرسة، إلى درجة أنه لم تبقَ هناك زاوية فارغة على متنها. لقد قاموا بإطلاق أدوات جديدة كان في إمكانها أن تحمل حتى أعدادًا أكبر من العبيد، وهو ما تُرجم إلى واقع من ملايين الأرواح الإنسانية التي تمّ تقييدها، بلا حَراك، جنبًا إلى جنب، في عتمة سفينة فاحت رائحتها الكريهة لمدّة أسابيع وأكثر. أكثر من مليونين مرضوا وماتوا، وتمّ إلقاؤهم إلى أمواج المحيط الأطلسيّ. وأولئك الذين صارعوا من أجل البقاء، ظلّوا مقيّدين بسلاسلهم.