المخالفة في الاتباع مظاهرها ودلالاتها

كتاب " المخالفة في الاتباع مظاهرها ودلالاتها " ، تأليف : د. خديجة فرحان الحميد ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع . ومما جاء في مقدمة الكتاب :

فهذه دراسة لظاهرة المخالفة في الإتباع تنبهت إليها بتوجيه من أستاذي الفاضل الدكتور فوزي حسن الشايب في أثناء البحث عن موضوع الرسالة، بعد إنهاء المساقات المقررة، فقد بيّن لي أهمية ظاهرة المخالفة في الإتباع، وتنوع أساليبها وتراكيبها، فتلقفت الفكرة وأنعمت النظر فيها، ورأيتني أهتم بدراستها، وسلوك طريق البحث فيها، وقد شجعني على ذلك أمور منها:

1_ إيمان عميق بضرورة دراسة الظواهر اللغوية في إطار منهجي يوازن بين مقتضيات النظرية النحوية على حسب ما قنّنها النحاة قديماً، وبين استعمالها عملياً على أرض الواقع اللغوي.

2_ قصور القاعدة النحوية لثباتها عن الوفاء بمتطلبات الاستعمال المتجددة والمتغيرة. فاللغة ظاهرة إنسانية، وسلوك الإنسان اللغوي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسلوكه الإنساني الذي يشايع التطور الفكري والاجتماعي والاقتصادي والوجداني، ومن هنا ينشأ التضارب أحياناً بين القاعدة والاستعمال.

      وتقوم هذه الدراسة على رصد مظاهر المخالفة في الإتباع لفظياً ونحوياً وصرفياً، ومحاولة الكشف عن ملامحها البارزة، والوقوف على دواعيها ودلالاتها إن وجدت.

     وقد اتبعت في هذه الدراسة منهجاً وصفياً تحليلياً يقوم على استقراء كتب النحاة القدماء والعلماء المعاصرين بحثاً عما تعرّضوا له من جوانب هذه القضية، والاطلاع على آراء النحويين واختيار الرأي الأقرب إلى الواقع اللغوي دون التحيز لكوفي أو بصري أو غيرهما، وقد ركزت في بحثي على القراءات القرآنية؛ لأن القرآن الكريم بقراءاته كلها الصحيحة والشاذة يعد مصدراً ثرّّاً للتقنين والتقعيد للقواعد، فله من ثم مكان الصدارة، يليه ما صح من الأحاديث النبوية الشريفة، ثم كلام العرب شعراً ونثراً.

وقد تطلبت طبيعة البحث تنوعاً في المصادر والمراجع؛ منها مراجع نحوية في مقدمتها الكتاب لسيبويه والمقتضب للمبرد، والأصول لابن السراج، وشرح المفصل لابن يعيش، وشرح التسهيل لابن مالك، وشرح الكافية للرضي، ومغني اللبيب لابن هشام، وهمع الهوامع للسيوطي... ومنها كتب في فقه اللغة؛ ككتاب الخصائص لابن جني، والصاحبي لابن فارس، والمزهر للسيوطي. ومنها كتب في الأمالي؛ كأمالي القالي، وابن الشجري. ومنها في القراءات؛ وفي مقدمتها: المحتسب لابن جني، والكشف عن وجوه القراءات لمكي بن أبي طالب، والبحر المحيط لأبي حيان. ومنها كتب علوم القرآن؛ كالبرهان في علوم القرآن للزركشي، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي، هذا إلى جانب عدد كبير من الدواوين ومعاجم الشواهد اللغوية والنحوية وفي مقدمتها خزانة الأدب.