5
Average: 5 (1 vote)
كتاب "بائع التماثيل" للكاتب والفنان التشكيلي السوري فاتح المدرس، يحوي مجموعة قصص، نقرأ من قصة "بائع التماثيل" التي حمل الكتاب عنوانها: ""كور تسفاتس بوكريا أخشيكمه" بهذا كان ينادي لبيع تماثيله الملونة الصغيرة؛ فالبارون أرتين عجوز أرمني فقد كل شيء خلال هجرته مع من هاجر من هذا الشعب الكبير, الذي أصبح يرى في سوريا وطناً وأباً وأمّاً. فمن قلب الأناضول, من أقصى الشمال الآسيوي الغربي, انحدر سيل من الآدميين مثخنٌ بالجراح, حتى بلغت قطرات منه إلى حلب, وكان أرتين هو كل ما بقي لنفسه, اللهم إلا صورة واحدة صغيرة, لفتاة صغيرة تاهت أو قتلت بعد مذبحة الخابور الشهيرة, وكان فناناً ماهراً, حيث استطاع أن يعيش من بيع تماثيله الصغيرة المسكوبة من الجص, ولو أنها كانت كلها متشابهة؛ بنت صغيرة حلوة على خدها شامة متشحة بشال. ينادي عليها بعبارته المشهورة: "كورتسفاتس بوكريك اخشيكمه". وقلما فهم السامع معنى نداءاته بصوته الأجش العميق".
مشاركات المستخدمين